رُؤْيَةُ الحياة من زوايا ضيقة حوارات

17-01-2019

د. خالد عايد الجنفاوي

ينبع كثير من سوء الفهم والتشوش الفكري في الحياة اليومية من عدم اعتياد بعض الاشخاص النظر إلى الحياة بعامة من زوايا واسعة ومختلفة ومتعددة الالوان، فأحد الاسباب الرئيسة التي تؤدي إلى تكوين انطباعات شخصية أحادية اللون أو مشوهة عن الواقع الحياتي تتمثل غالب الوقت في نظر أحدهم لما يحدث في حياته الخاصة والعامة من زوايا نرجسية ضيقة. وبالطبع، يمكن وصف هذا النوع من ضيق الافق بالتفكير الاحادي، لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه في سياق التعوّد على النظر إلى الحياة من زوايا ضيقة هو التالي: ما طرق التفكير والسلوكيات النرجسية التي تسبب ترسخ ضيق الافق وربما عدم القدرة على تغيير وجهات النظر والرؤى الشخصية مع توفر معطيات تكشف حقائق حياتية جديدة، وبخاصة عندما يتطلب الواقع الحياتي المتغير من المرء عمل ذلك؟
يتسبب التفكير التقليدي الاحادي بضيق الافق ومحدودية الادراك الفكري ما يؤدي غالباً إلى الانغلاق الفكري.
عندما يعتنق أحدهم تفكير “يا أبيض يا أسود” يغيب عنه حقيقة أنّ الحياة الانسانية مثل قوس قزح.
تؤدي التربية الاسرية الاستبدادية إلى ترسيخ ضيق الافق وضعف الادراك وافتقاد المهارات الاجتماعية الاساسية.
المرء على دين وتفكير وسلوكيات خليله.
فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على مواجهة المخاوف الخزعبلاتية والانغماس المتواصل في الاوهام يؤدي إلى عدم القدرة على رؤية المواضيع من زوايا مختلفة بهدف ايجاد حلول لها أو لتفنيد المخاوف المصطنعة.
يرتكز التفكير ضيق الافق على توهم صاحبه بأنه يستطيع دائماً قراءة أفكار الآخرين، ولكنه في الحقيقة يعيش في وهم كبير ويمارس حياته اليومية خبط عشواء.
يعاني الانسان ضيق التفكير والافق من عدم اكتمال بنائه الادراكي، وربما يحتاج إلى إعادة البناء الادراكي في أسرع وقت ممكن.
من تعوّد على التلقين ومحاكاة أفكار وسلوكيات من هم حوله وتجنب التعرف على نفسه يعاني دائماً من ضيق الافق.
يبدأ الخلاص من حالة النظر إلى الحياة من زوايا ضيقة بتكريس التعددية الفكرية في البيئة الاسرية.
لن يمكنك إجبار أحدهم على تغيير طريقة تفكيره المتحجرة من دون موافقته.

كاتب كويتي