شؤون مدرسية

16-01-2019
عبدالله الهدية الشحي

انتهت إجازة الفصل الأول من العام الدراسي الحالي، وبدأت الدراسة منذ مطلع هذا الأسبوع، لطلاب المدارس الحكومية، وقبله بأسبوع لطلاب قطاع التعليم الخاص، دون تبرير مقنع لهذا الفارق الزمني بينهما، فإن كان التبرير بسبب ورش تدريب معلمي ومعلمات المدارس الحكومية، فأظن، وليس الظن هنا إثماً، بأن بعض معلمي القطاع الخاص أشد حاجة للتدريب عن سواهم، وإن كان لأسباب أخرى، فيا حبذا لو يتم توضيح هذه الأسباب، حتى نُقنع من يريد معرفة السبب.
بعد إجازة رائعة بطقسها الجوي ومناخها الاجتماعي العام والأسري الخاص، وبعد شعور أبنائنا الصغار بقيمة وأهمية وقت تنمية المهارات الخاصة، وبضرورة حاجتهم لوقت اللعب البريء الذي حرموا منه عدة أشهر، بسبب طول البعد الزمني لليوم الدراسي، تبدأ من جديد الدراسة الصباحية الممتدة حتى المساء، وتبدأ معها معاناة الواجبات المنزلية التي قد يصل وقت تأديتها غالباً، بسبب كثرتها غير المبررة وتنوعها غير المجدي، إلى ساعات متأخرة من الليل، لتشمل هذه المعاناة الطالب والأم معاً، إن لم تكن الأم وحدها، فكيف يحق لنا بعد كل هذا أن نأمل من الطالب أن يحب مدرسته ويشتاق إليها.
لا أشكك برؤية وزارة التربية والتعليم الجديدة، فيما يخص التطوير المطلوب، لمواكبة متطلبات عصر المعرفة، وما بعده، وأنا مؤمن بذات الوقت، بأن هناك تغيراً جذرياً مفيداً قد تم في أغلب البرامج التعليمية والأنشطة التربوية، خاصة فيما يخص الموقف التعليمي، وأعني بالذات طرق التدريس التي ابتعدت عن نمط التلقين والحفظ واسترجاع المعلومة أو تذكرها، إلى نمط التفكير والاستنباط الذي أساسه التطبيق والتركيب والاستنتاج، ثم إصدار الأحكام، ورغم التحفظ على محتوى بعض المناهج من حيث الكم والكيف أحياناً.
بين ما يجب أن يكون ويراد من جهة، وما هو واقع من فنٍ ممكنٍ يُبرز النجاح ويبرر بعض السلبيات من جهة أخرى، يبقى الحال بالنسبة لوزارة التربية والتعليم كما أراه، متأرجحاً بين حالة التعبير عن الفرح بما أنجر، وحالة توضيح مسببات الشجون، حيث يحدث هذا وذاك من أجل أن تكسب الوزارة رضا الجميع، حتى وإن كان هذا الرضا غاية لا تدرك، لكون الأمر متعلقاً بمصير الرهان الأكبر على منتج التعليم وحصاد زرع القيم، فرأس المال البشري هو الركيزة الأولى للتنمية البشرية، لذا، ولأجل تخطي ما سبق في سبيل مواصلة تحقيق الأهداف المرجوة، على الوزارة أن تواصل التطوير، شرط أن تختار التجارب العالمية الناجحة بمنتجها وليس تلك التي تعتمد على الإبهار، أو على انبهارنا بها كمسمى، ففنلندا على سبيل المثال لها تجربة ناجحة في حقول التعليم، رغم أن يومها الدراسي يعد من الأيام الأقصر عالمياً، والأهم من كل هذا أن قيادتنا الرشيدة والحكيمة فتحت آفاق وأبواب الدراسة المنزلية المعتمدة على تقنيات ووسائط التعليم الحديثة، فهل هيأت الوزارة نفسها لهذا القادم بمتطلباته ومعطياته؟

aaa_alhadiya@hotmail.com