مطلوب شوارع ناطقة

16-01-2019
حصة سيف

لماذا لا تنطق شوارعنا الاتحادية بالإرشادات المرورية، كما هو حاصل في بقية الدول وبعض إمارات الدولة، التي تسجل السرعات المحددة على أرضية الشوارع لينتبه السائق ويلتزم بالسرعة المحددة، خاصة في ظل اختلاف السرعات على شارع سريع واحد، بدلًا من أن يكتفى بكتابة السرعة على لوحة إرشادية صغيرة قد تختفي وراء الأشجار، أو لا ينتبه لها في ظل الإعلانات التي تشيح نظر السائق عنها.
فإذا أردنا فعلًا تفعيل مبدأ المخالفات، وتعزيز السلامة المرورية، لابد من تعزيز حق السائق في إظهار السرعات المحددة بصورة واضحة برسمها على الشارع نفسه، كي يأخذ حذره، خاصة إذا ما تغيرت السرعة على الشارع ذاته، كما لابد أن ينبّه بارتكابه للمخالفة في الوقت الذي سجل فيه المخالفة مباشرة، بدلًا من تنبيهه بإرسالها عبر الرسائل النصية بعد أكثر من أسبوع، بعد أن ينسى السائق المخالفة وفي أي شارع ارتكبت، كي يتحذر منها، وكذلك في ظل التغيرات التي تتجدد على تغيير السرعات، عدد منها لا يجدد ذلك التغيير على الأقمار الصناعية، التي توضح على شاشة المركبات السرعات المحددة القديمة، فيرتكب السائق المخالفة رغم متابعته للسرعة المحددة على شاشة مركبته، وجميعها أمور بسيطة يمكن أن تعدل إلاّ أنها تؤثر حتمًا إذا أردنا التزام الجميع بالسرعات المحددة وبالقوانين المرورية بحذافيرها، وتجنب السائقين للمخالفات.
اقتراحات نرفعها لمجلس المرور الاتحادي، الذي يترأسه اللواء المهندس المستشار محمد الزفين، الذي يتابع بحرص، تقليل عدد الوفيات وتعزيز السلامة المرورية على طرقنا التي ما زالت للأسف تنزف دمًا؛ إثر الحوادث المرورية التي سببها السرعة، لذا بين فترة وأخرى، لابد من إعادة النظر في تطبيق نظام المخالفات المرورية لتفعيل فائدته الفعلية لمستخدمي الطريق بدلًا من اقتصار جدواه على دفع المخالفة دون أن يرتدع منها سائق المركبة، ويظل في دوامة دفع مخالفة استخدامه الطريق لسرعته المخالفة للقواعد المرورية دون أن يتعظ.
نحتاج «شوارع ناطقة» بالإرشادات، لاسيما تلك التي طبعت فيها السرعات المحددة للطريق، وعدم التجاوز، وكل تنبيه مروري ينبغي إيصاله لمستخدمي الطريق يكون مطبوعًا على الشارع، وتنبيهات مباشرة بارتكاب المخالفة، وتحديث فوري للأقمار الصناعية لتغيير السرعات كي يرتفع التزام عدد أكبر من مستخدمي الطرق، وكي تكون شوارعنا «آمنة» وتقل الحوادث المرورية عليها.

hissasaif@daralkhaleej.ae