سلاح التسامح والمحبة

16-01-2019

شيماء المرزوقي

يمكن أن نلاحظ ودون أي جهد أن كثيراً من المواضيع التي تطرح في مواقع التواصل الاجتماعي، ذات صبغة جدلية لا يمكن أن تحسم، أو هي من تلك المواضيع التي تثير النعرات وتعلي من الطائفية والعنصرية والكراهية.

وخطاب الكراهية بطريقة غير مباشرة أو حتى بطريقة مباشرة هو الخطاب السائد على تلك المواقع، ومثل هذه المواد التي تبث من خلال حسابات كثيرة على «تويتر» كمثال، هي موجهة نحونا وخاصة نحو دولنا ومجتمعاتنا، والسبب ببساطة متناهية هو أن الأداة التي تشهر اليوم في الحرب ضدنا وضد وجودنا ومقدراتنا، حرب ناعمة تستخدم الكلمة الكاذبة والتحريض والإسفاف والتقليل من كل جميل نعيشه.

وعندما نقول حرباً فنحن لا نجانب الصواب، فكثير من وسائل الإعلام تتحرك وتبث رسالتها تحت راية حرية التعبير، ولكنها تدس السم وسط العسل، فإذا كانت الحرب المعروفة باتت مستحيلة لأنهم أقزم من شنها، فهم يلجؤون نحو طريقة أكثر مكراً وهي الحرب غير المرئية التي لا يمكن أن تلاحظ، لذا تجدهم يتسترون خلف أسماء تشبه أسماءنا ويضعون صوراً من بيئاتنا ومن مدننا بل ويضعون صوراً لرموزنا الوطنية، لكن محتوى ما يكتبونه وما يبثونه مسموم بكل ما تعني الكلمة، حيث يرفعون من التعصب القبائلي تحت بند الشهامة، ويدعون للطائفية تحت بند المظلومية، ويبيحون التناحر والتباغض والكراهية، من خلال فتاوى لرموز من ورق تم صناعتها إعلامياً.

والهدف هنا تفتيت الوحدة الوطنية، وأيضاً إصابة الثقة والروح المعنوية للإنسان وتعتيم وتغطية كل إنجاز أو منع كل نهوض وتقدم.

ببساطة، يهدفون لإحباط الناس. ومن يقوم بمثل هذه الحرب أناس ينطقون بلساننا ومن دول كانت تعد شقيقة وجارة، يعيش في أرجائها تنظيم «الإخوان» الإرهابي الذي يأخذ الإسلام مطية ووسيلة، حيث تجد أن ديننا الحنيف يحرم الكذب والافتراء والتزييف وإيذاء المسلم، وهم أول من يرتكب كل هذا، فيغيّرون الصور ويزوّرون الكلمات، ويروّجون الشائعات، في عمل منظم ودقيق، ولا هدف إلا التخريب ونشر الفوضى في المجتمعات، بهدف إضعافها حتى تصبح لقمة سائغة بين أيديهم، فينقضون عليها بقضهم وقضيضهم، كما فعلوا في العراق وسوريا وليبيا وغيرها.

وسائل إعلام تنظيم «الإخوان» ومنصاتهم الإخبارية، هي أوكار لخفافيش تريد النيل من وطننا ووحدتنا، وإنهم واهمون، ويبقى رد العدوان بالوعي والعمل على كسر مشروعهم الظلامي بنشر قيم المحبة والتسامح والسلام، فهذه القيم هي بمثابة الشمس التي ستحرقهم.

Shaima.author@hotmail.com

www.shaimaalmarzooqi.com