نسوا أن تحيتنا السلام

15-01-2019

شيماء المرزوقي

هل التيارات المختلفة التي شاهدناها تدعي حملها لرسالة الإسلام وقيمه وتتحدث باسمه، وترفع شعار «الحكم لله»، فعلاً تهتم بالإسلام كدين وكمبدأ، أم هي تستغله لتحقيق أهدافها المشبوهة القاسية العنيفة؟

انظر إلى مختلف الجماعات الإرهابية من «القاعدة» حتى «داعش» وصولاً إلى «الإخوان»، ستجد أنها نفس الفكرة والتفكير، وإن اختلفت المسميات والشعارات، إلا أن الهدف العام واحد، وهو التمكن من رقاب الناس، ولنا في ما أحدثه تنظيم «القاعدة» في أفغانستان والعالم مثال، وما فعله «داعش» في العراق وسوريا واقع كالشمس في وسط النهار، وما قام به ويقوم به «الإخوان» في مصر وليبيا وسوريا، وبلاد كثيرة، من إحداث للفرقة بين الشعوب، ومحاولة فكّ العقد الاجتماعي، واستغلالهم الأهوج الواضح لوسائل الإعلام في الكذب والافتراء والتزييف، ماثل ولا تُخطئه العين، ويُعطي دليلاً من الواقع على أن هذه الجماعات هي جماعة واحدة؛ جماعة التعصب والكراهية والقتل، جماعة ضد الإنسانية.. ضد الحياة، فقد قتلوا أبناء الدين الواحد، وقتلوا أبناء البلد الواحد، وقتلوا الأطفال والنساء، وتجرّدوا من كل قيمة ومبدأ. ولو كانوا يمُتّون لديننا بصلة، لكان لهم في رسولنا الكريم، أسوة ومثال وقدوة. أليس هو الرسول الذي كان نهجه الدعوة إلى الدين بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن؟ أليس هذا رسولنا الذي قال لمن آذاه وقاتله وعمل على وأد الرسالة المحمدية في مهدها: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، عندما فتح مكة، ولم يقم بتصفية جسدية دموية، كما فعلت «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان»؟ فهم كلما تمكّنوا من بلد أو من قرية أو من مجموعة ضعيفة من الناس، قاموا بالذبح والقتل وسفك الدماء البريئة.

وعلى الرغم من أن التشبيه مستحيل بين رسولنا الكريم ورسالته السمحة النقية، وبين هذه الحثالة التي لا تتمتع بأي مبدأ ولا أخلاق، فإنه يوضح الهوّة بين ما يدعونه من إسلام ونصرة للشعوب والضعفاء، وما نسمعه يومياً من تنظيم «الإخوان» الإرهابي، وبين قيم الإسلام الحقيقية ورسالته في العالم التي تقوم على المحبة والسلام، فتحيتنا السلام والدعوة للتسامح والمغفرة.

ما قامت به هذه الجماعة الظالمة، هو تجديف ضد ديننا وضد أمننا وقيمنا ورخاء بلداننا، والمطلوب هو الوعي والتنبّه إلى خبث ما يُبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي من رسائل تروج لأكاذيب تنشر وكأنها حقيقية؛ التنبّه إلى أن المستهدف هو أمنك واستقرارك ومقدراتك وخيراتك ورفاهك؛ التنبه إلى أن الضحية هو أنت وأنا وأطفالنا وأهلنا، وكل هذه النعم التي تحيط بنا.

Shaima.author@hotmail.com

www.shaimaalmarzooqi.com