بين ميول الطالب ومتطلبات السوق

14-01-2019
إيمان عبد الله آل علي
 
معرفة الطلبة باحتياجات سوق العمل ضرورة، ومطلب رئيسي لتسريع التوطين في التخصصات الحيوية. ورغم الجهود التي تبذلها مؤسسات التعليم العام والعالي، لتوعية الطلبة بالتخصصات المطلوبة، فإن الفجوة مازالت قائمة.
بعض التخصصات تشهد نوعاً ما اكتفاء في سوق العمل، وتلك البرامج تشهد تكدساً من الطلبة، رغم أن خريجيها ما زالوا بانتظار الوظيفة، وهم في قائمة الباحثين عن عمل، ومثال على ذلك، خريجات طب الأسنان ما زلن أسيرات المنزل، والبعض منهن يعملن في وظائف بعيدة عن تخصصهن، وخريجو العلاقات العامة في عداد العاطلين أيضاً، وغيرهما من التخصصات التي يشهد خريجوها صعوبة في التوظيف.
المسؤولية الكبرى تقع على عاتق وزارة الموارد البشرية والتوطين، بتحديد التخصصات المطلوبة في سوق العمل، والتخصصات التي لم تزل فيها الشواغر قادرة على استيعاب الخريجين الجدد، وهنا لا بدّ من التركيز على الوظائف التي ما زالت تستوعب المواطنين، خاصة في المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، التي تعدّ المفضلة بالنسبة للمواطنين.
الدراسة التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم مؤخراً، عن نتائج دراسة «التخصصات المطلوبة في سوق العمل» لعام 2018، تبين متطلبات سوق العمل، ونحن بأمسّ الحاجة إلى مثل تلك الدراسات التي تكشف واقع العمل في الدولة، فضلاً عن توعية الطلبة وأولياء أمورهم باحتياجات السوق، ناهيك عن دورها في إرشاد الطلبة المقبلين على الحياة الجامعية. 
شملت الدراسة 13 ألفاً من خريجي أكثر من 80% من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة، في مختلف إمارات الدولة لعام 2017، وشملت مجموعة من التخصصات الرئيسية، هي الهندسة وإدارة الأعمال والآداب والعلوم الإنسانية والتربية وتقنيات المعلومات والعلوم البيئية والصحية والطب والقانون والعلوم والزراعة، فضلاً عن التخصصات الفرعية التابعة لها. 
جامعات الدولة تقدم حزمة متنوعة من التخصصات، وتواكب كل جديد في ظل التغيرات المتسارعة، عبر طرح البرامج التي تستشرف المستقبل، خاصة أن ثمة عوامل تفرض تغيراً مستمراً في المشهد التعليمي، حتى بدأت فعلياً بتقديم تخصص علمي متعلق بالفضاء. تخصصات جديدة في العلوم المتنوعة واحتياجات سوق العمل، وجب توعية الطلبة وأهاليهم بذلك.
كثير من الطلبة ما زالوا غير قادرين على اختيار التخصص المناسب، ويشكون قلة البرامج الإرشادية التي توضح لهم ذلك بطرق عملية تصل إلى عقولهم، فكل ما يجدونه زيارة للجامعات والحصول على بعض الأوراق التي لا تلبي احتياجاتهم المعرفية لتحديد مسارهم العلمي.
توجيه الطلبة نحو وظائف المستقبل ومهاراته، يجب أن توضع له برامج واضحة، حتى يكونوا جزءاً فاعلاً من تحقيق رؤية الدولة المستقبلية، ويكون لدينا جيل من العلماء والمبتكرين ورجال الأعمال، وتحقق الإمارات مراكز متقدمة في الابتكارات والتكنولوجيا والعلوم الحديثة بالاعتماد على جيل الغد.