بالحافز يرتقي الإنسان

14-01-2019

ابن الديرة*

عندما يفتقد الإنسان الحافز للعمل المتميز والدقيق والغني بمحتوياته ونتائجه، فإنه يعيش مرارة الروتين والتكرار وعدم القدرة على الإبداع وتقديم الجديد المثمر، في زمن لم يعد يحتمل مثل هذه النماذج البشرية المعيقة لمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبناء والتطوير، بما يحتم ضرورة البحث عن وسائل للتحفيز تعيد تنشيط الجهود الذهنية والعضلية للفرد، وترتقي بقدرته على العمل المنتج بفاعلية وتميز وقدرة على التجديد والابتكار والإبداع معاً.

وتبرز أنظمة الترقيات والمكافآت والعلاوات الدورية وما شابه كأفضل محفز للموظفين على اختلاف مواقعهم الوظيفية، تساعدهم على الترقي في السلم الوظيفي درجات أعلى، فيلتزم الموظف ثم يجتهد ويحاول الوصول إلى أقصى درجات الانضباط والإبداع في العمل، وإضافة الجديد الإيجابي، ورفع قدرته الإنتاجية كمّاً وكيفاً، بما يعطي ناتجاً مهماً يساعد على تجويد الخدمات التي تقدمها جهة العمل للجمهور.

شرطة أبوظبي وضمن جهودها الراقية لجعل طرق الإمارة أكثر أمناً وسلامة، وأقل حوادث مرورية، تطلق جائزة «أفضل 100 سائق حافلة مدرسية» ضمن جوائز التميز للعام الجاري، تخضع أكثر من خمسة آلاف سائق حافلة مدرسية لجرعات مكثفة من التوعية لتحفيزهم على الالتزام بقواعد السير والمرور من خلال نشر الثقافة المرورية بينهم، بما يضمن سلامة الطلبة ومستخدمي الطريق.

القيادة الواعية للشرطة، والتزاماً بتوجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لم تكتف بحملات التوعية ونتائجها المتوقعة، لكنها لجأت لاستثارة الهمم والدافعية لدى السائقين، بإطلاق جائزة تستهدف أفضل سائقي الحافلات المدرسية خلقاً والتزاماً بقواعد العمل وقوانينه، تحفزهم للانضباط والتجويد والحفاظ على سلامة الأرواح التي يتحملون مسؤوليتها، فيتسابق السائقون نحو مزيد من الضبط والربط، واحترام الطريق وآدابها.

هذا النموذج على بساطته غزير الإنتاج ويساعد على الوصول للهدف بأقصر الطرق وأقلها تكلفة وأكثرها فاعلية وعائداً، وهو المطلوب تعميمه في كل مجالات حياتنا من أبسطها إلى أكثرها تعقيداً، فبالحافز يرتقي الإنسان ويبدع، وبدونه يتقوقع ويتجمد ولا يستطيع أن يتطور بالقدر المطلوب الذي يطمح إليه أو المطلوب منه لاستمراره على رأس عمله.

الطفل يتربى بالحوافز، فكل سلوك إيجابي تقابله مكافأة مجزية تناسبه، والامتناع عن السلوك السلبي أيضاً له مكافأته، والطالب في سنواته الدراسية، يتحفز بقبول معلمه وإعجابه بمستواه العلمي وقدراته البحثية، والجوائز المدرسية المحفزة، والعمال في مواقع عملهم يمكن زيادة الدافعية لديهم للعمل المبدع والغزير بالتشجيع الدائم عبر محفزات تناسب طبيعة العمل الذي يؤدونه.

أينما اتجهت ستجد أن الحافز يكاد يصنع المعجزات، وهذا مبدأ عمل لا يخضع للاختلاف كثيراً.

ebnaldeera@gmail.com