«أبل» والتحديات الحالية

13-01-2019

كارا سويشر *

استطاعت شركة «أبل» خلال فترة زمنية قصيرة جداً قياساً بأخرى، الوصول إلى عرش الشركات العالمية من حيث القيمة السوقية والشهرة ورواج منتجاتها، وتهافت عليها المستثمرون بشكل كبير حتى أصبحت أول شركة تتخطى قيمتها التريليون دولار، ولكن الآمال الكبيرة المعقودة على الشركة يبدو أنها لن تستمر طويلاً، إذا ما أصرت الشركة على تبني النهج الحالي في إطلاق الابتكار وإطلاق المنتجات الجديدة.

والآن وفي ظل التقلبات الكبيرة التي تشهدها أسواق الأسهم العالمية بقيادة أسهم قطاعات التقنية التي تتضمن «أبل»، فإنه من غير المعروف الآن من أين ستأتي ثورة الابتكار القادمة، وما العلامات التجارية التي ستكون المسيطرة الكبرى على هذه الطفرة. «أبل» ليست كياناً رائداً فحسب في عالم التقنية، بل إنها واحدة من أفضل الشركات التي تتبع نهجاً متميزاً تحت إدارة تيم كوك الذي جاء على رأس الإدارة التنفيذية لأبل خلفاً لستيف جوبز الذي أنقذها من الإفلاس في العام 1997.

ومنذ ذلك الحين، تغير منحى الأمور في الشركة، وأصبح الصعود القوي السمة الملازمة لها طوال عقدين من الزمن، لتكون أول شركة أمريكية مدرجة تتخطى التريليون دولار تاريخياً بقيمة وصلت إلى نحو 207 دولارات للسهم، أما اليوم فإن قيمة السهم تحوم حول 142 دولاراً، ويقدر المراقبون أن يتراجع خلال الفترة القادمة إلى نحو 135 دولاراً. ويعد التراجع الذي ضرب الاقتصاد الصيني أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التراجع، إضافة إلى حرب ترامب التجارية مع ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

لا بد من الإشارة إلى أن المشاكل التي تواجه «أبل» لا تقتصر على تلك التي ذكرناها فقط، ولكن يبدو أن طفرة الابتكار التي صاحبت منتجها الرئيسي «آيفون» بدأت في التلاشي، بعد أن كانت لفترة طويلة محور تلك الثورة، والتي لولاها لما ظهرت شركات مثل «أوبر» أو «ليفت» أو«سبوتيفاي» وغيرها، والآن فإن قطاع التقنية ينتظر بفارغ الصبر الطفرة الجديدة من الابتكار.

على «أبل» الآن تغيير نهجها الابتكاري إلى الجيل الجديد، وقيادة الطفرة القادمة، لأن ذلك من شأنه ضمان استمراريتها وبقائها في القمة، خصوصاً في ظل المتغيرات السريعة التي يشهدها قطاع التقنية الذي لا ينتظر أحداً، وبما أن دورة الابتكار قد وصلت نهايتها، فإن «أبل» يجب أن تتصرف وبسرعة، لأنه وبنهجها الحالي الذي تسير عليه، فمن المتوقع ألا تكون كما هي عليه الآن بعد عقد من الزمن، وسيكون إرثها الكبير جزءاً من كتب التاريخ التي سنرويها للأجيال القادمة.

* نيويورك تايمز