شعراء في الشارقة

13-01-2019

يوسف أبولوز

مساء اليوم، في قصر الثقافة في الشارقة، نحن وسط كوكبة من الشعراء العرب في مهرجانهم السنوي المنتظم في عاصمة الشعر والمسرح والكتاب في دورته السابعة عشرة. وبهذه المناسبة، وكنوع من التحية لفرسان ديوان العرب قد يتساءل القارئ.. ما هي خلفيات هؤلاء الشعراء التعليمية والأكاديمية؟ وفيم يعملون؟.. ما هي مهنهم أو ما هي مجالاتهم الحياتية الأخرى البعيدة عن الشعر، وفي سؤال أخير، ما العلاقة بين تكوين الشاعر الثقافي، وكتابة الشعر؟ هل تؤثر المهنة في الكتابة؟.. ما علاقة الخلفية الدراسية للشاعر بالكتابة؟.. أسئلة كثيرة ربما تتداعى إلى القارئ أو إلى المستمع للشعر وهو في صالة الإلقاء، حيث تتلاقى وتتقاطع حزمة من الأصوات والإيقاعات والموسيقات.. وقاسمها المشترك الوحيد هو الشعر.

أنجز الشاعر الإماراتي إبراهيم محمد إبراهيم مواليد 1961

خمسة عشر ديواناً، هو المتخصص في اللغة العربية وآدابها من جامعة بيروت العربية.. شاعر يشبه في عمله عمل النحل.. والخلاصة هي «سكّر الوقت».

الشاعر الفلسطيني د. المتوكل طه، مواليد 1958.. خلية نحل هو الآخر.. أنجز أكثر من خمسين عنواناً في الشعر والنثر والنقد، وترأس الهيئة العامّة لمجلس التعليم العالي الفلسطيني من 1992 وحتى 1994، ورغم عمله الرسمي في السلطة الفلسطينية إلاّ أنه كما لو يكتب بأصابع عشر، أما الشاعر المصري إيهاب البشبيشي مواليد 1964

، فيعمل مهندساً في الجهاز المركزي للمحاسبات، ولكن هذه المهنة العلمية لم تمنعه من إنجاز أكثر من عشر مجموعات شعرية.

الشاعر السوداني بحر الدين عبد الله مواليد 1984

يعمل قنصلاً في سفارة السودان في واشنطن، وعمل أيضاً في حقل الترجمة والتعليم الجامعي، وميزة هذا الشاعر أنه يتحدث إلى جانب العربية: الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والصينية، والألمانية.. فأية منابع ثقافية عالمية يمكن أن تغذي تجربته الشعرية عبر هذه اللغات الحيّة.

الشاعرة السعودية تهاني حسن الصبيح مواليد 1975.. مدرّسة، والشاعرة اللبنانية علا خضارو مواليد 1990

باحثة قانونية وتحضر أطروحة الدكتوراه في الحقوق، والشاعرة الجزائرية الدكتورة شفيقة وعيل باحثة زائرة في المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، والشاعرة الأردنية الدكتور دعاء البياتنة محاضِرة أكاديمية، والشاعرة السودانية منى حسن تعمل في مجال هندسة الاتصالات.. وكل هذا الصف النسائي يكتب الشعر بغنائية، وبساطة، وشفافية لغوية يمكن تلمّسها من خلال النصوص المتوفرة لهؤلاء الشاعرات.

حيث يكون الجمال وتكون الحياة.. يكون الشعر حتى لو في مكتب هندسي، أو عيادة طبيب، أو معمل كيماوي.. المهم هو القلب.. إن كان بإمكانه أن يتسع للكون الإنساني الحميم.

yabolouz@gmail.com