حواريّة المسؤولية والتكبير

12-01-2019
عبداللطيف الزبيدي

قال القلم: الآن وقد سكن، ولو نسبيّاً، تسونامي الانقضاض على الإسلام، أما آن للمسلمين أن يتساءلوا عمّا قد تكون أيديهم اقترفته في حق دينهم، حتى جرى له ما جرى، ومن قطيع ذئاب افتراءٍ على قيمهم جرى، فكم من مخطط جعلهم في تنفيذه أجراء؟ قلت: كلامك يا هذا يشبه كلام المغرضين، وإن اختلفت الأغراض، ولن أكون عن التصويب من المعرضين، فمن حقي الاعتراض، وحتى الانتفاض.
قال: لو كانت للمسلمين بلدان متقدمة منيعة حصينة، هل كانت تتردّى إلى الدركات المشينة المهينة؟ دعك من ذرائع الإحجام عن البطولات، فالإشارات تصدر عن جبابرة الأرض، بشراء جبال من السلاح الذي لا يجرؤ أحد على استهداف عدوّ قضاياه به، فهل الإسلام هو الذي أمر بأن تكون بين 1.5 مليار من المسلمين أكذوبة عالمية تحمل اسماً لم تحمله دولة في تاريخ الإسلام:«الدولة الإسلامية»؟ اسأل من شئت في الجهات الأربع: ما هي الدولة الإسلامية؟ سيقول «داعش». هذا ليّن هيّن، فلو سألت: من يحرق الآدميّين الأحياء ويقطع الرقاب، ويستحل الحرمات ويقيم أسواق الرقيق؟ لصاح كل مخدوع بأباطيل التشويه: المسلم. ألا ترى أن حصاة من جبل هذه المسؤولية يجب أن يتحملها المسلمون، الذين يتوهمون أن أداءهم للعبادات منّة ممنونة على الدين ونصر مؤزّر لديار الإسلام؟
قلت: خذ الأمور ببساطة، ولا تظنّنّ أن لعامّة الناس إدراكاً عميقاً لمقاصد العبادات. يحتاج المسلم إلى معجون سحريّ من فلسفة الإيمان وعرفان الروح، لكي يدرك أن أوّل تكبيرة في الصلاة، لو آمن الإنسان بها وعمل بكل مضامينها، لكانت أعظم من عبادة ألف سنة. إنها براءة من كل ألوان الشرك وأصنامه وأوثانه، فكيف يذل المسلمون أو تنتهك حرمات أوطانهم لو كانوا يعلمون القوى والطاقات والشحنات اللانهائية الكامنة في التكبير؟ أليس تراجيكوميديا أن نضرب عدد المصلين يومياً في تكبيرات خمس صلوات، ونتأمّل كم ريشة في مهبّ الريح؟
لزوم ما يلزم: النتيجة اللاّمعقوليّة: تناقض بين التكبير وبين الواقع التصغيري للمسلمين. قومنا لا يعلمون.

abuzzabaed@gmail.com