«أيام» المدارس

11-01-2019
محمد إبراهيم

كثيرة هي الاحتفالات والأنشطة الترفيهية والتعليمية، التي تحرص على إقامتها المدارس على مدار العام، فلدينا أيام للأنشطة عُرفت بمسميات مختلفة مثل «يوم البيئة» و«يوم الألوان»، و «يوم البيجاما»، و«يوم الثقافات»، و«يوم السباحة» وغيرها، وكذا حفلات التخرج التي تنعقد سنوياً في جميع المدارس، ولم يسلم منها حتى أطفال الرياض، والسؤال هنا من يتحمل نفقات تلك الأنشطة والحفلات؟
إجابة السؤال نراها في معاناة الأهالي، عند سداد رسوم تلك الحفلات والأنشطة، التي أبدعت إدارات مدارس أبنائهم، في إعدادها وتوزيعها على أيام الدراسة بحرفية ومهارة فائقة، ليجدوا أنفسهم أمام مطالبات مادية لا تنتهي، لفعاليات لا تسمن ولا تغني من جوع مثل «يوم البيجاما»، الذي لا يرتبط بالعملية التعليمية من قريب أو بعيد.
إدارات المدارس تعتبر تلك الأنشطة ضرورة ملحة، تدخل في مكونات شخصية الطالب، وترى أنها وسيلة فاعلة للتعليم بالمرح، وإذا فرضنا جدلاً صحة هذا الكلام، فما هي علاقة حفلات التخرج بالتعليم؟، وماذا وراء إقامة حفلات تخرج لطلبة الروضة الذين لم يتعلموا بعد لكي يتخرجوا؟ ولماذا تلزم مدارس خاصة طلابها بسداد تكاليف تلك الحفلات التي تصل نفقاتها إلى مبالغ طائلة؟
فهناك إحدى المدارس التي كلفت طالبة، بجمع رسوم حفل التخرج من زميلاتها، بدون أية مشاركة من الإدارة أو الإشراف، هروباً من المساءلة، وهذا يعني أن إدارات المدارس تعي جيداً أن تلك المطالبات باطلة ومخالفة للوائح وقوانين التعليم.
وزارة التربية والتعليم حسمت الجدال في تلك الإشكالية، بقرار حاسم يلزم إدارات المدارس والرياض الحكومية والخاصة، بعدم مطالبة أو تحميل ولي الأمر أي تكاليف مالية لإقامة حفلات أو أنشطة لا صفية أو تبرعات، واعتبرت تلك المطالبات مخالفة صريحة للقوانين، وعززت الهيئات والمجالس المعنية بالمدارس قرار الوزارة بقرارات وتعاميم مماثلة.
وهنا الإشكالية الكبرى، نظراً لوجود مدارس لم تنظر للتوجيهات، ولم تحترم نصوص القانون، بل ضربت بعرض الحائط اللوائح والقوانين التي تحكم عمل المدارس في هذا الجانب، من أجل المزيد من الأرباح، عبر قنوات اجتهدت في إثبات شرعيتها أكثر من اجتهادها في عملية تعليم الأبناء.
إنصات فرق الرقابة لأولياء الأمور والطلبة، حول المبالغ الطائلة التي يتحملونها، ضرورة، للتعرف إلى ما يدور خلف كواليس تلك الأنشطة، وعلى ولي الأمر كشف تجاوزات تلك المدارس، والامتناع عن سداد أي مبالغ تخرج عن إطار الرسوم المعتمدة، أما المدارس، فينبغي أن تعي أن التعليم ليس سلعة، ولا يحتاج لمثل هذه الاجتهادات، للتربح، بل التعليم رسالة سامية تتناقلها الأجيال.

Moh.ibrahim71@yahoo.com