احتكار البحوث والدراسات

10-01-2019

ريك مارشال *

تعد الدراسات والبحوث، التي تجريها شركات التكنولوجيا الكبرى حول العالم مهمة جداً؛ لتطوير المنتجات والخدمات، التي توفرها لعملائها، إضافة إلى أن جهات علمية أخرى تقوم بالاستفادة من تلك البحوث، وبالطبع فإن عمالقة التكنولوجيا لا يقدمون هذه الأعمال دون مقابل، فهم يقومون بالتعاون مع مؤسسات بحثية عالمية؛ لتقليل كُلفة العمل.

وتعد «أمازون» واحدة من أكبر الشركات العالمية، التي تنفق أموالاً ضخمة في هذا الجانب، ورغم ذلك؛ فإن معظم أبحاثها تصب في مصلحة أغراضها التجارية اللامتناهية، علاوة على أن اللجان الحكومية، المعنية بالبحوث، تجد صعوبة بالغة في التعرف إلى ما تقوم به «أمازون» في الخفاء، خلافاً لما هي الحال مع المؤسسات الأخرى، التي لا تتردد في كشف جميع المعلومات المتعلقة بالدراسات، التي تجريها، والأكثر غرابة هو أنها تردد دائماً بأنها تقدم لأمريكا خدمات عظيمة؛ من خلال أنشطتها الخاصة بالبحوث والتطوير.

ولكن إذا ما تعمقنا في الأمر؛ سنجد أن كل ما تدعيه «أمازون» ليس صحيحاً، فكل ما تقوم به في هذا المجال يصب أولاً وأخيراً في مصلحة تحقيق غاياتها التجارية، وحتى تعاونها مع المؤسسات البحثية العالمية؛ يكون من خلال تشغيل العلماء والمتخصصين التابعين لتلك المراكز، مقابل أن تحصل تلك المؤسسات على خلاصات البحوث، التي يتم إجراؤها؛ إلا أن المستهلكين يحصلون بالطبع على الكثير من فوائد تلك الأنشطة بشكل أو بآخر.

العديد من شركات التكنولوجيا الأخرى، تصر على عدم الكشف عن الأرقام الحقيقية والمبالغ، التي تنفقها في مجال البحوث والتطوير، رغم أن القانون الأمريكي يلزم الجهات المعنية بالدراسات؛ بتوفير تفاصيل كاملة عن الأموال، التي تنفقها في هذا المجال؛ لكن ضعف الجهات الرقابية في أمريكا، ربما يكون أحد العوامل، التي لا تمكن المتابعين من معرفة الأرقام الحقيقية.

ورغم أن المبالغ، التي تنفقها «أمازون» على الأبحاث والتطوير لا تبدو واضحة حتى الآن، وكل ما هو معروف فيها هو عبارة عن تقارير إعلامية تقديرية، إلا أن البند، الذي يعرف هذا الوجه الإنفاقي ضمن ميزانية الشركة لا يخضع للمعايير المحاسبية المعروفة في أمريكا، ويبدو أن «أمازون» تركز على تطوير منتجات لا تريد الكشف عنها حالياً، أو أنها تسعى إلى إيجاد طرق جديدة؛ لاستغلال البيانات كما هي الحال عند «فيسبوك»، وبدلاً من تحقيق الاستفادة القصوى من تلك البحوث والدراسات التطويرية في مجالات أخرى، فإن تلك الشركات لا تزال تمارس الاحتكار، الذي أصبح سمة مميزة لها.

* فورتشن