فلنكن على قدر العطاء

10-01-2019

ابن الديرة

«هدفنا توفير تجربة حياة متكاملة لكل مواطن، وليس مجرد مكان للسكن؛ نريد مجتمعات سكنية تجمع الناس، وتعزّز صحتهم وتلاحمهم المجتمعي، وتتكامل فيها أدوار القطاعات والجهات الحكومية، لتعزيز جودة الحياة»، بهذه الكلمات عاهد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نفسه مع فريق عمله، أن تكون توجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نبراساً يضيء مسلك هذه المسيرة المباركة، حيث وضع سموّه جودة حياة المواطنين وإسكانهم على رأس أولويات حكومة الإمارات.

فقد أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، السياسة الوطنية للمجتمعات السكنية الحيوية، بدءاً بالتأسيس لمرحلة جديدة في تطويرها وتسهّل حياة جميع المواطنين دون استثناء، ويكونون هم في قلب تصميمها، ويسهمون في هذا التحسين.

لم يعد المواطن في الإمارات، مجرّد متلقّ لتعليمات، ومنفّذ لقرارات، وخاضع لأوامر؛ إنه شريك فاعل في صنع القرار، وعامل رئيس في الرقيّ والازدهار اللذين تنشدهما الدولة، سواء عبر عمله الوظيفي، أو مسيرته التعليمية، أو إسهامه في تنشئة أبنائه وتربيتهم على قيم الخير والعطاء والتقدّم والتطوّر.

ستة مقومات محورية للمجتمعات السكنية الحيوية في الإمارات، تحكم تلك السياسة، وهي الموقع الأنسب، الذي يقلل من العزلة في الأحياء السكنية ويزيد سهولة الحركة والتواصل، والمرافق المتكاملة، التي تضمّ شبكة طرق متطوّرة، وحدائق ومرافق رياضية تضمن نمطَ حياة نشطاً وصحياً، والمجتمعات المترابطة، بما يضمن تلاحم السكان، وكذلك أماكن للحياة التفاعلية، والمشاركة الثقافية والأنظمة الذكية، وهي تشبه إلى حد كبير نظام «المجمعات» السكنية المتكاملة التي تطورها الشركات العقارية، وتطرح وحداتها للبيع، وتوفر لساكنيها الخدمات الأساسية على مدار الساعة.

هذه المعايير حين تتوافر في أي مجتمع، يعني أنه يقيم في المدينة الفاضلة فعلاً. والأحلام، مع جمال الورديّ الحالم منها، لا مكان لها في الإمارات، لأنها تتحوّل إلى حقيقة، وهذه القيادة الاستثنائية، تبحث في ما يمكن أن يسميه الآخرون محالاً، لتجسّده واقعاً مَعيشاً.

قيادتنا الرشيدة، لا تفتأ تفاجئنا يوماً بعد يوم، بما يشعرنا بالأمان والاطمئنان، والاستقرار، والعيش الهانئ، لكن شريطة أن يكون الكسل والتراخي والركون إلى أن السماء قد تمطر ذهباً، أموراً مرفوضة ومَلغيّة من قاموس الحياة، فما تريده القيادة وتسعى إليه، يتحقق بالهمّة والنشاط والعمل الجادّ، فالمطالب لا تأتي بالتمنّي، ولكن بالجهد واليقظة الدائمين، فلنكن على قدر عطاء قيادتنا وثقتها بنا.

ebnaldeera@gmail.com