تغيير صورتها حتميّ

09-01-2019
عبداللطيف الزبيدي

هل تحمل أيّام 2019 عودة الروح إلى الجامعة العربية؟ أغلب ما تناول شؤون المنظمة في الإعلام، أمنيات وأخلاقيات، من دون التعريج على المباني القانونية، والأسس التأسيسيّة، التي قامت عليها مؤسسة العرب.
بعبارة صباريّة: هل الجامعة جامعة 22 شعباً و22 دولة و22 سيادة وطنية، أم هي ملكيّة لقيادات مرحلية آنيّة، خاضعة لطارئات الحادثات، لدى أطراف عربية نافذة، مع توجيه بوصلتها السياديّة من قبل مراكز قوى إقليمية ودوليّة معيّنة؟ إذا كانت بمثابة الجسم الواحد، فكيف تقول أعضاء معينة، بغير توافق عام بين 22 سيادة، لعضو لا يقل في شيء عن سائر الأعضاء ما قاله عدلي كاسب في «إلاّ خمسة»: «اطلع برّه»؟ معنى هذا أن التشكيلات الطارئة، تستطيع تكرار اللعبة مع أعضاء أخرى.
الدعائم التأسيسيّة هي جهاز مناعة الجامعة، ولم يكن مقبولاً أن تهدم المنظمة كيانها بنفسها. ما هو مستوى الفكر السياسيّ الفاحص، الذي يظل عشرات السنين يشاهد بلامبالاة المسيرة الانحدارية لجامعتنا، واهماً أن 22 نظاماً ليس في إمكانها أن تحقق ما هو «أبدع» ممّا كان؟ مأساة أن يكون حصاد العقود كوارث تجتاح البلدان العربية، وتضرم في كل يوم جحيماً جديدة، تأتي على كل الآمال والمطامح. من قال للجامعة إن الدعوات الاستسلامية لأطماع المخططات، هي منتهى ما تتوق إليه الشعوب؟ القضية التي لا تدركها المنظمة هي أنها لا تمثل الشعوب، ولن تقدر أحابيل التطبيع مع الأنظمة على حل مشكلات الصراع في القضية المركزية.
يجب أن تكون المنظمة على يقين من أن كل الطرق تؤدي إلى غاية واحدة، هي عدم الرضوخ لتهاون الجامعة بالشعوب: مواجهة المخططات ستفرض الحل العادل. تماماً مثل التنمية الشاملة التي ستفضي إلى تقوية جهاز مناعة السيادة ورفض إهانة الكرامة العربية. النهضة الفكرية ستطرح هذه القضايا. تقدم البحث العلمي سيشيد الحصون الدفاعية. تأمّل، أين كانت الصين وأين أصبحت؟
لزوم ما يلزم: النتيجة الحتمية: من ظنّ أن لمّ شمل الجامعة سيكون «بناء» انهيارات جديدة، فهو واهم.

abuzzabaed@gmail.com