رئاسة مصر الاتحاد الإفريقي

09-01-2019
فتح العليم الفكي

تتسلم مصر في العاشر من فبراير/شباط المقبل، رئاسة الاتحاد الإفريقي، وتتعاظم الآمال في أن تُحدث قيادتها للاتحاد نقلة نوعية في العلاقات العربية الإفريقية، وفتح آفاق التعاون السياسي والاقتصادي بين القارة السمراء والوطن العربي.
واستبقت مصر تسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي باستضافة ثلاث فعاليات اقتصادية كبرى، خلال أوقات متفرقة من ديسمبر/كانون الأول المنصرم هي: الدورة الثالثة لمنتدى إفريقيا 2018 بشرم الشيخ، وفعاليات أكبر معرض بالقارة للتجارة الإفريقية البينية، والمؤتمر السابع لوزراء التجارة الأفارقة. وهدفت هذه الفعاليات إلى تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في القارة، ومناقشة معوقات التبادل التجاري وآليات التغلب عليها، وفرص تمويل المشروعات المشتركة.
وفي إطار استعدادات مصر لتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي أيضاً، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي ديسمبر الماضي، في منتدى بالعاصمة النمساوية فيينا، بحث التعاون الإفريقي الأوروبي، وتعزيز الشراكة الاقتصادية والسياسية، والتنمية المستدامة في إفريقيا ومواجهة الهجرة غير الشرعية. وتوصلت دول القارة العجوز إلى قناعة راسخة عبّر عنها المستشار النمساوي بقوله: «إن المساعدات ليست هي الحل الأمثل لمواجهة معدلات الفقر المتنامية في إفريقيا»، وتعهد خلال المنتدى بزيادة جهود الاستثمار والتنمية.
إن العلاقات العربية الإفريقية ضاربة في القدم، وثمة دول عربية وازنة أعضاء في الاتحاد الإفريقي، ومع ذلك، فإن مستوى العلاقات العربية الإفريقية ما يزال دون المطلوب، فالقمم العربية الإفريقية التي تجتمع وتنفضّ (كان آخرها في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016) على الرغم من تأكيدها ضرورة الشراكة الاستراتيجية والتنسيق الأمني والسياسي، ظلت مقرراتها حبيسة الأضابير، ومجرد أمنيات وحبراً على ورق، ولم يتحقق منها شيء على أرض الواقع.
لا جدال في أن إفريقيا كتلة سياسية مؤثرة لا يمكن تجاهلها على الإطلاق، وظلت على الدوام سنداً للقضايا العربية، وعلى رأسها قضية العرب المركزية (فلسطين) في المحافل الدولية؛ لذلك تحاول دولة الاحتلال «الإسرائيلي» بين الفينة والأخرى اختراقها وإيجاد موطئ قدم فيها، كما أن إفريقيا ما تزال أرضاً بكراً تزخر بالعديد من الموارد التي لم تستغل بعد، علاوة على امتلاكها قوة شرائية قوامها حوالي 1,2 مليار شخص.
ولا شك في أن لإفريقيا مشاكلها المتمثلة في النظم غير الديمقراطية، والحروب الأهلية، وانتهاكات حقوق الإنسان والفساد، والبيروقراطية وضعف البنية التحتية، وهي مشاكل يوليها الاتحاد الإفريقي جل اهتمامه، وقد وضع على رأس أولوياته في استراتيجية 2020 إنهاء الحروب الأهلية التي انحصرت خلال السنوات الأخيرة في بؤر صغيرة في إفريقيا الوسطى، ومالي، والكونجو، وليبيا، وبعض عمليات «بوكو حرام» في نيجيريا، وتشاد، و«حركة الشباب» في الصومال، وكينيا؛ الأمر الذي يبشر بالاستقرار السياسي.
إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي يناط بها تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الطرفين، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القمم المشتركة السابقة، لمصلحة الشعوب العربية والإفريقية، ومصر بلا شك مؤهلة للعب هذا الدور.
alzahraapress@yahoo.com