50 عاماً من العطاء المستدام

07-01-2019
سلطان حميد الجسمي

50 عاماً من العطاء الذي استدام بأساسات متينة وعميقة ومبادئ حرص عليها منذ تولى القيادة في دولة الإمارات، حيث اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على ثمانية مبادئ في حكمه. وأول مبدأ هو أن «الاتحاد هو الأساس»، إيماناً منه بأن قوة دولة الإمارات تكمن في اتحادها، وهذه القوة هي التي تحرك عجلة النمو والرقي لدولة الإمارات.
والمبدأ الثاني هو «لا أحد فوق القانون»، إيماناً من سموه بأن العدل والمساواة بين الناس هي أساس الملك وأساس الاستقرار والازدهار، والمبدأ الثالث «نحن عاصمة للاقتصاد»، حيث إن إمارة دبي قامت منذ عقود على تحسين حياة الناس بتحسين وتطوير الاقتصاد، لهذا تعتبر إمارة دبي اليوم المركز الإقليمي الأول في الشرق الأوسط للمال والأعمال، والمبدأ الرابع «النمو له محركات ثلاثة»، وصنفها سموه ب «حكومة ذات مصداقية ومرونة وتميز، وقطاع نشط وعادل ومفتوح للجميع، وقطاع شبه حكومي ينافس عالمياً ويحرك الاقتصاد محلياً»، بهدف توفير الحياة الكريمة للمواطنين، وضمان مستقبل أجمل للأجيال القادمة، والمبدأ الخامس «مجتمعنا له شخصية متفردة»، وهو ترجمة حقيقية للمجتمع الناجح الطموح الذي يميزه الانضباط والالتزام، ويسوده التسامح والسعادة دون تمييز عنصري وكراهية، ليكون المجتمع بيتاً واحداً في ظل اتحاد دولة الإمارات.
والمبدأ السادس «لا نعتمد على مصدر واحد للحياة»، وهذا النهج قامت عليه دبي منذ عام 1833، وبهذا النهج أكمل سموه 50 عاماً من التنويع الاقتصادي المستدام، وهذا المبدأ جعل من إمارة دبي مدينة ذات اقتصاد متين وقوي لا تؤثر فيه الأزمات المالية أو تراجع الاقتصاد في العالم. فالأساس مبني على تنويع الاقتصاد لا على مصدر واحد للحياة. والمبدأ السابع هو «أرض للمواهب»، حيث ثمن سموه جهود الموهوبين من التجار والإداريين والمهندسين والمبدعين والحالمين، وراهن بأن دبي قبلة للمتفوقين، وأن الإمارة هي قبلة لكل العقول والمبتكرين، وأن الإمارة تضمن الحياة الأفضل لهذه العقول التي تسعى لتغيير مجرى التاريخ بتحقيق مزيد من التطور والتقدم. وأما المبدأ الثامن والأخير فهو «نفكر بالأجيال»، فقد أعطى سموه اهتماماً كبيراً بالأجيال القادمة، وقال سموه: «نفكر من اليوم في رخاء الأجيال القادمة»، وبهذا المبدأ الثامن يعمل سموه وفق استراتيجية لدراسة بذل المزيد من الجهد لتعيش الأجيال القادمة في رخاء مستدام، وتبقى شعلة الحياة السعيدة مضيئة تنير طريقهم لينعموا بالحياة الكريمة في ظل اتحاد دولة الإمارات.
هذه المبادئ الثمانية سوف تظل محفورة في وجدان كل مواطن إماراتي، لما تحمل من القيم والأسس التي حققت الإنجازات ورفعت شأن إمارة دبي محلياً وعالمياً، وجعلت منها مركزاً عالمياً في كل جوانب الحياة، إنجازات مبنية على قواعد وأساسات بنيت بسواعد ثابتة، واليوم يرى كل إماراتي ومقيم وزائر وقريب وبعيد النتائج الملموسة المحققة والتي تحمل دائماً المراكز الأولى في المحافل الإقليمية والدولية.
50 عاماً سخر سموه نفسه لدولة الإمارات وشعبها، حيث حرص على توفير كل سبل الراحة والحياة الكريمة للمواطنين في دولة الإمارات، بل امتدت أياديه البيضاء إلى المقيمين الذين يعيشون في دولة الإمارات، فيعمل جاهداً على تنمية وتطوير حكومة دولة الإمارات، ووضع الاستراتيجيات والخطط التي تسرع من الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات لتسهيل حياتهم. وحرص شخصياً على تحويل الخدمات الحكومية إلى ذكية في متناول الجميع، وهذه من الإنجازات التاريخية لدولة الإمارات والتي تنافس بها اليوم دولاً عظمى، إلى غير ذلك من الإنجازات التي جعلت الإمارات تتربع على عرش الريادة والتميز عالمياً، فدولة الإمارات تؤكد للعالم أنها قادرة على خوض كل التحديات الإقليمية والعالمية، وأنها في تقدم وازدهار ورقي دائماً وأبداً على الرغم من أنها تقع في منطقة إقليمية تسودها النزاعات والتوتر، وهذا يرجع إلى حكمة سموه في اتخاذ القرارات ووضع الخطط والاستراتيجيات التي يشارك فيها أبناء الوطن من الخبراء والمستشرفين للمستقبل والتي تصب في مصلحة دولة الإمارات ومواطنيها، وتجعلهم يحظون بمكانة كبيرة مرموقة ينافسون بها مواطني الدول العظمى.
sultan.aljasmi@hotmail.com