العيدابي الأصيل

07-01-2019
إبراهيم الهاشمي

الدكتور يوسف العيدابي ذلك السوداني الشهم الأصيل، والمثقف المتواضع، الكبير علماً وخلقاً، مذ عرفته حينما كان يعمل بالقسم الثقافي في جريدة «الخليج»، إذ كنا أبناء تلك الحقبة البهية، نلتف حوله؛ لننهل من علمه ومعرفته، ونأخذ بآرائه وتوجيهاته ونصائحه التي لا يبخل بها علينا، يفعل كل ذلك بحب وأريحية وصدق، لم يتغير هذا الرجل مع مرور الأيام؛ إذ لم تغيره المناصب والمسميات، وظل وفياً لكل من عرفه وتعامل معه. لا يستقبلك إلا بابتسامة، ولا يودعك إلا بأحسن منها، له بصماته في كل مكان عمل فيه، من «الخليج» وملحقها الثقافي، مروراً بإدارة التخطيط والتنسيق بالدائرة الثقافية بالشارقة، ومنسقاً عاماً لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي صال وجال في أروقته، ناقلاً إياه من نجاح إلى نجاح، ثم مستشاراً ثقافياً بدارة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي للدراسات، ومستشاراً للهيئة العربية للمسرح.
هذا اليوسف جمع القلوب على وده، بروح جبلت على العطاء والإيثار، يتعامل مع الصغير والكبير بكل احترام ودعابة تأسر الروح، عطاؤه كمبدع لا يقل عن عطائه في حقل العمل الثقافي، فهو مسرحي له إسهاماته الكبيرة في مجال المسرح والعديد من الدراسات حوله، إضافة إلى مشاركته في تحكيم كثير من المهرجانات والأبحاث المسرحية، وهو أيضاً تراثي متمرس، سبر غور التراث المادي والمعنوي في الإمارات، وكتب حوله ورصد تحولاته ووثق نتاجه، وفوق هذا وذاك هو صاحب قلم رقيق في عبارته قوي في معناه ومغزاه وأهدافه، وشاعر له قصائد تقطر عذوبة.
هذا العيدابي نهر نيل روى عطش المعرفة في قلوبنا، ساهم في تكويننا المعرفي دون منةٍ أو أذى أو تعالٍ، حافظ على طهر قلبه في التعامل مع الجميع، ولا زال كما هو العهد به منذ أول ما عرفناه، مرت الأيام والسنون، وما زال هو هو، دافقاً بالنبل والود والصدق والعطاء، يسبقه ذكره الطيب في كل مكان يحل فيه.
الدكتور يوسف العيدابي إماراتي حتى النخاع، في عطائه لهذه الأرض، ومساهمته في تنميتها الثقافية والأدبية، يستحق أن نشكره مراراً وتكراراً، فما قدمه لا يقاس ولا يقدر.
أيها الأخ والصديق النبيل يوسف العيدابي، وجهتني كثيراً، وعلمتني كثيراً، ووقفت معي كثيراً، فلك شكري ومحبتي وعرفاني، لك إجلال وشكر التلميذ، ومحبة الأخ والصديق، وعرفان الوفاء والتقدير.
ولك محبة بكل حرف تعلمته منك.