مبادئ دبي الثمانية

07-01-2019

د. حسن مدن

في تسلسلها تبدو المبادئ الثمانية التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، متسقة مع فلسفة الحكم التي تحرص دبي على انتهاجها، وتجسدها في مناهج متكاملة في الاقتصاد والإدارة والعلاقة مع المواطنين والمقيمين. وهي الفلسفة التي نجحت في وضع دبي في المكانة التي هي فيها اليوم، والتي تهيئها بجدارة لولوج آفاق مستقبلية واعدة.

مبادئ ثمانية هي بمثابة مداميك بُني عليها هذا النجاح، ومن هنا تشديد سموه على أن تشكل منطلقات ثابتة لكل من يتولى المسؤولية في الإمارة، ينطلق أولها من الإيمان بأن «الاتحاد هو الأساس»، تأكيداً لكون دبي ركناً في دولة الإمارات، ونجاحاتها هي نجاحات للاتحاد، ونجاحات الاتحاد هي نجاحات لدبي، وهي مسألة بالغة الأهمية، ونحن نرى دولاً أمام أنظرنا تضعف وتتفكك.

لا يقل المبدأ الثاني أهمية عن الأول، وهو إعمال القانون بصورة صارمة وواضحة، فلا أحد فوقه، كما نصت مجموعة المبادئ، وذهب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، إلى القول بوضوح إنه لا يستثني أحداً من الأسرة الحاكمة من ذلك، «فكل عادل هو قوي، وكل ظالم هو ضعيف».

وما أحوج عالمنا العربي إلى هذا الوضوح والتحديد والصرامة في العلاقة مع القانون، الذي لا يتيح محاباة لأحد، ولا يستثني أحداً من المساءلة، فالكل سواسية أمامه. وحين ترسى هذه القاعدة المهمة بهذه القوة تستطيع الشعوب الاطمئنان إلى حقوقها، وتؤدي واجباتها بكل إخلاص وتفانٍ، أما حين يختل حكم القانون يتفشى الفساد والمحسوبية والرشاوى وكافة أوجه التجاوزات، التي لا يمكن أن ينجم عنها تقدم أو تنمية أو حتى استقرار، لأنه سيكون «استقراراً» هشاً مهدداً في كل لحظة.

لا تقل المبادئ الستة الباقية أهمية عن هذين المبدأين، ف «دبي هي عاصمة الاقتصاد»، وللنمو فيها، حسب المبادئ، ثلاثة محركات: «حكومة ذات مصداقية ومرونة وتميز، وقطاع خاص نشط وعادل ومفتوح للجميع، وقطاع شبه حكومي ينافس عالمياً ويحرك الاقتصاد محلياً».

ودبي في هذا «مجتمع يسوده الاحترام ويربط كافة مكوناته التسامح، ويبتعد عن العنصرية والتمييز». وهي في نهضتها تعود إلى قاعدة مستقرة منذ عام 1833 فحواها عدم الاعتماد «على مصدر واحد للحياة»، لذا تحرص على استحداث قطاعات اقتصادية جديدة دائماً.

ولأن دبي «أرض للمواهب» تحرص على احتضانها وإطلاق طاقاتها، فإن عينها على الأجيال القادمة، تستثمر لهم وتخلق أصولاً استثمارية من أجلهم.

madanbahrain@gmail.com