تطبيقات التراسل والمجتمع الرقمي

06-01-2019

بن باجارين *

أثبتت برامج التراسل الفورية أن باستطاعتها العمل كوسائل متطورة للدفع، وعند التدقيق فيما أنجزته شركة مثل «وي شات» في الصين، سوف نكتشف ذلك التطور بسرعة فائقة، ولكن هل يمكن لتلك البرامج أن تعمل كحاضنة للعملات الرقمية ؟ يمكن القول بكل بساطة، إنه وإذا ما أصبحت قادرة على التعامل مع العملات الرقمية، فإنها ستصبح الاقتصاد الرقمي الموازي الجديد.

إن الجهود الهادفة إلى تحويل البتكوين وغيرها إلى عملات يتم قبولها على نطاق عالمي واسع كوسيلة متقدمة للدفع، متعثرة بعض الشيء بسبب الرسوم المرتفعة، وغيرها من الأسباب، وحتى إن تمكنت تلك العملات الرقمية من معالجة المشاكل المرتبطة بها، فإنه لا يوجد العدد الكافي من الناس الذين يستخدمونها على الدوام لجذب كبار تجار التجزئة إلى اعتمادها كوسيلة دفع مضمونة.

يبدو أن تلك الأفكار التي تدور حول تطبيقات التراسل الفوري بجعلها شبكة مفتوحة، يعزز من التوجهات التي تتبنى فكرة بناء مجتمع رقمي يتمحور حول مستخدمي الموقع. حيث وعد عدد من كبار رواد تطبيقات التراسل الفورية بنسخة متطورة شبيهة بالبلوك تشين، بيد أن تلك الأفكار لم توضح الطريقة التي سيتم بها تنفيذ تلك الفكرة، الأمر الذي أثار الكثير من التكهنات التي أشارت إلى أن مشروعاً كبيراً لجعل المجتمع رقمياً من خلال مواقع التواصل الفورية، يلوح حالياً في الأفق.

تصوروا أن تقوم تطبيقات التراسل الفوري مقام جوازات السفر الإلكترونية، بعد أن يتم التعرف إلى هوية المستخدم من خلال نسخة من الهوية التي تصدرها السلطات الحكومية، وهي النسخة المشفرة التي لا يمكن لأحد الدخول إليها إلا عبر عملية التوثيق، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى تأسيس مجتمع رقمي يحظى بإعلامه الخاص، على شاكلة قنوات تطبيق «تلجرام»، التي ستكون مرتبطة بعملة رقمية مشفرة من خلال منصة عقود ذكية ستسمح لملاك تلك القنوات ببيع الإعلانات بطريقة أسهل مما يتم حالياً.

وفي حال تم تنفيذ تلك الأفكار، فإن المستخدمين سيتمكنون من تصفح شبكة الإنترنت عبر خادم مرتبط بالنظام، علاوة على أنه سيكون في مقدروهم استخدام الأدوات الإلكترونية الخاصة بالعملات الرقمية. ولكي نكون أكثر وضوحاً، فإن فكرة أن القاعدة الكبيرة لمستخدمي مواقع التراسل الفوري سترغب في الحصول على خدمات الدفع بواسطة تلك المواقع ليست بالضرورة فكرة ذكية، رغم أنها أثبتت نجاحها في الصين، أما في الولايات المتحدة فإن الوضع أكثر تعقيداً، بسبب ربما الاحتكار الذي يمارسه عمالقة التكنولوجيا هنالك وغيرها من الأسباب.

* تك أوبنيان