علامة محمد بن راشد

06-01-2019

يوسف أبو لوز

المبادئ الثمانية، التي وَضَعَها وأرساها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بصفتها ثوابت ومرجعيات لهوية الحكم في إمارة دبي هي أيضاً إلى جانب هذا الفكر القيادي الذي تقوم عليه.. مبادئ أخلاقية، مستقبلية، حيوية، صادرة عن رجل حكم، يتحرّك في ثلاثة معطيات؛ هي: تلخيص مكثّف لرؤية سموه الواقعية دائماً، والعملية دائماً، والموصولة بعقلانية حرَّة بثلاثة أزمان الماضي، والحاضر، والمستقبل.

صاحب السمو حاكم دبي، عندما يؤكد على الالتزام بهذه المبادئ الثمانية، واعتبارها وثيقة حكم وحكومة، هو كان قد عاش الماضي بين رجال حكم وحكومة أيضاً، واشتغل على الحاضر بكفاءة قيادية فكرية استثنائية، واستشرف المستقبل، وعرف كيف يشير إليه بعلامة ثلاثية عرفها العالم من يد رجل جعل بلاده جنة لؤلؤية على وجه الأرض.. وعلامة سموه الرمزية والواقعية: الإيجابية، الطموح، التفوق.

تقوم المبادئ الثمانية على علامة محمد بن راشد، وتقوم على وعيه القيادي، وروحه الحاكمة، وعند قراءة هذه المبادئ كما هي عليه من تركيز ودقة وتكثيف؛ نجد أننا في قلب ثقافة حاكمة، تستند إلى روح الاتحاد، وهو مبدأ ثابت في دولة الإمارات تُبنى عليه طبيعة الحكم؛ بل وطبيعة الدولة والقيادة والشعب فَ.. «..مصلحة الاتحاد فوق مصلحتنا، وقوانين الاتحاد فوق قوانينا وتشريعاتنا، وسياسة الاتحاد هي سياستنا، وأولويات حكومة الاتحاد هي أولويات حكومتنا..»، وكل ذلك بلغة مبدئية، لغة حاكمة، ولغة هي في الأساس في هذه الوثيقة، وكما هي وثيقة دولة حكم وشعب وقيادة، هي أيضاً وثيقة دولة أخلاق.. دولة عدل وقانون.. «..والتأخر في العدالة ظلم، وكل عادل هو عندي قويّ، وكل ظالم هو عندي ضعيف..».

وثيقة المبادئ الثمانية لدبي، هي إعلان رفض قطعي وحازم لظواهر العنصرية والتمييز والكراهية، وفي الوقت نفسه هي وثيقة احتفاء أصيل بالتسامح والتعايش والسلام، وبذلك تكتسب هذه المبادئ قيمة إنسانية تنويرية تجعل من دبي والإمارات مجتمعاً عالمياً آمناً مستقراً في بيئة اقتصاد ناجح، ومواهب إيجابية طموحة.

يفكر محمد بن راشد بسعادة دبي وسعادة الإمارات، وصداقة العالم، وقبول العقل الحرّ، واحترام كرامة الوطن والإنسان.. ومبادؤه الثمانية تنأى بأي دولة في العالم عن الأنانية والظلم وضعف الإرادة.

ثمانية مبادئ هي قواعد للإصلاح والثقة والسلام.. حيث تفتقدها الكثير من دول العالم.

yabolouz@gmail.com