أين طوابع عام زايد؟

17-12-2018
إبراهيم الهاشمي

شارف هذا العام الذي أطلقت عليه الحكومة «عام زايد»، طيَّب الله ثراه، على الانتهاء، وما بقي منه لا يزيد على الأسبوعين، قدمت فيه العديد من المؤسسات والجهات ما هو ذو قيمة ومعنى ومضمون، وأخفقت بعض الجهات، ولسنا هنا لتحديد تلك الجهات، فذلك محله مقال قادم، لكن المؤسف والمحزن أن هناك جهات كأنها لا تدري بما يدور حولها فسبقها الزمن، فأين الطابع التذكاري الذي كان من الواجب أن يصدر احتفاءً بعام زايد؟ لماذا لم يصدر حتى الآن؟
حاولت معرفة إجابة هذا السؤال، فقيل لي إنه سيصدر قريباً، ولا أدري عن أي قريب يتحدثون والعام لم يبق منه إلا أيام معدودة، بل إن الدولة أعلنت أن العام 2019 سيكون عاماً للتسامح، ولا أرى مسوغاً لعدم صدوره في أول العام أو منتصفه أو حتى الربع الثالث منه، حتى يتسنى لجميع الجهات استخدامه، وأن يصل لأكبر عدد من دول العالم أو لهواة جمع الطوابع من جهة، ومن جهة أخرى هو مصدر دخل كبير إن أحسن تسويقه، خصوصاً أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد طيب الله ثراه شخصية استثنائية بكل المقاييس محلياً وإقليمياً وعربياً وعالمياً.
ما الذي أخّر صدور طابع بمثل هذه الأهمية؟ هذا ليس مجرد سؤال بل هو دعوة للمساءلة والتحقيق والبحث عن الحقيقة وتصويب الأمور. ولأن الشيء بالشيء يذكر لا بد من الإشادة بفكرة سفارة الإمارات في مدريد وبالدكتورة حصة العتيبة سفيرة الدولة في إسبانيا والفاتيكان، التي سعت ونجحت في الاتفاق مع السلطات المختصة في مدريد لإنتاج طوابع تحمل صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه موشحاً بعلم الدولة، بل صدر الطابع فعلاً، وهو بكل المقاييس عمل وجهد لا بد من الثناء عليه وتقديره ويدل على بعد النظر والمكانة التي وصلت لها الدولة في العالم، وكم تمنيت لو حاولت كل سفاراتنا في الخارج فعل ذلك.
أي عذر يمكن أن تقدمه مجموعة بريد الإمارات لتقنعنا بهذا التأخير وأسبابه أو الحكمة منه؟
أعتقد أن هناك الكثير من النقاط التي يجب أن توضع على حروف مجموعة بريد الإمارات وأدائها بشكل عام، بالرغم من أن رؤية المجموعة تقول: «خدمات وحلول بريدية ولوجستية ومالية مبتكرة لتحقيق السعادة والريادة». وتقول في رسالتها: «تقديم خدمات بريدية ولوجستية ومالية مبتكرة وفقاً لأفضل المعايير الدولية من خلال بنية تحتية قوية وقيادات وكوادر مؤهلة تتبنى استشراف المستقبل كأساس للابتكار لتحقيق السعادة والريادة محلياً وعالمياً». ويأتي ضمن رؤيتها تحت بند الأمانة: «تأدية مهام العمل بإتقان وتفانٍ، وفي الوقت المحدد من دون تقصير أو تأخير».
من هذا المنطلق تحت أي بند يمكننا أن نضع تأخير صدور طابع لشخصية بقامة الشيخ زايد، وهو الأب والقائد المؤسس لكيان هذه الدولة، وفي العام الذي يحمل اسمه.