47 عاماً من ذهب

16-12-2018

بسام القصاص

47 عاماً من الاستقلال، 47 عاماً والكويتيون فى مثل هذا اليوم يحتفلون مع أشقائهم البحرينيين باليوم الوطني للبحرين، البحرين التي لا تعد بالنسبة للكويت دولة أخرى بل هى امتداد لها، فهما بلدان ولكن بقلب واحد، نبضهما واحد، شعبهما واحد.
فما بين البلدين علاقات تاريخية وأخوية وثيقة ومتميزة وراسخة على الأصعدة كافة، نابعة من حرص قيادتي البلدين على تعزيز تلك العلاقات والوصول بها إلى أعلى المستويات بما يساهم في المزيد من التعاون المشترك لصالح شعبي البلدين ورقيهما.
وقد أكد حضرة صاحب سمو الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد في مناسبات عدة حرص الكويت على توطيد العلاقات وفتح مجالات أوسع للتعاون مع البحرين سواء في الإطار الثنائي أو على مستوى مجلس التعاون، فالبحرين والكويت تربطهما علاقات نسب وقربى تفسر التلاحم الاجتماعي والثقافي والأسري، وعزز ذلك الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين التي أعطت مؤشرات قوية على حرص الطرفين على الانطلاق بالعلاقات نحو مجالات أرحب، بما يعود بالخير والنفع على شعبي البلدين، وما يتواكب مع التوجه الذي يتبناه صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد في توسيع مجالات التعاون بين البحرين ومختلف الدول الشقيقة والصديقة.
كما تتميــز العلاقات بين البلديـــن بمجموعة من السمات التي تجعل منها علاقــات متميـــزة، أهمهـــا توافـــق رؤى ومواقف القيادة السياسية في البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية، تجاه العديد من القضايا التي تهم منطقة الخليج والأمتين العربية والإسلامية، اعتماداً على منهج العقلانية والحكمة والتمسك بمبدأ الحوار والرغبة الصادقـــة في تفعيل التعاون الثنائي بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين. وعلى المستوى الشعبـــي، تتميز العلاقات بأنها علاقــات نسب وقربى على أعلى المستويات، فضـلاً عن أن كثيراً من العوائل في البحرين قريبة من نظيراتها في الكويت، الأمر الذي يفسر تقارب الطابع الاجتماعي والحميمية في العادات والتقاليد والثقافة بين البلدين ،وليس هناك أي فــروق أو حواجز بين شعبي البلدين فمنذ مدة طويلة يعيش أهل الكويت في البحرين والعكس، كما أن التزاور بينهما لا ينقطع والتفاعل مع المناسبات الوطنية في البلدين صفة متبادلة ومشتركة.
وقد شهد تاريخ العلاقات بين الدولتين ارتباطاً قوياً وممتداً عبر الزمان، وهذا الارتباط القوى بين البلدين والشعبين ساعدت على تقوية أواصره الظروف والمحن، ودفعت به إلى مستويات عليا من التواصل والتلاحم والتآزر والتعاضد. وقد برز هذا الترابط في أسمى معانيه عندما تعرضت دولة الكويت في أغسطس 1990 للعدوان العراقي الغاشم حيث وقفت مملكة البحرين قيادة وشعباً منذ بداية الاحتلال إلى جانب شقيقتها دولة الكويت ،ودانت الغزو وسارعت إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة لترد العدوان الغاشم، واضعة في ذلك جميع إمكاناتها في خدمة قضية الكويت العادلة والمشروعة.
كما رحبت البحرين خلال تلك الفترة باستضافة المواطنين الكويتيين الذين فروا من القمع والبطش وقدمت كل التسهيلات لدخول الأشقاء الكويتيين إلى بلدهم البحرين وتوفير الخدمات الضرورية لهم.
وتكرر نفس التعاضد بين البلدين خلال عام 2003 إبان حرب العراق ،حين توجهت مجموعة القتال السابعة البحرينية إلى الكويت للمشاركة في الحفاظ على أمنها أثناء دخول القوات الأميركية إلى العراق لخلع النظام العراقي البائد. وجاء ذلك التوجه البحريني تلبية لنداء الواجب والأخوة تجاه الأشقاء في الكويت، حيـــث أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن أي اعتداء على الكويت هو اعتداء على البحرين، مشدداً علـــى أن القوات البحرينية الموجودة في الكويت للمشاركة في حمايتها براً وبحراً وجواً تعبر أصدق تعبير عن التلاحم والتميز الذي يربط البحرين وشقيقتها الكويت.
وعن التواصل، نتكلم بلا حرج على البحرين الشقيقة فهي عادة كريمة بين شعب البحرين العزيز، وحقيقة فإن مواقف أهل البحرين تسجل بالذهب من خلال العديد من المواقف، فوقفتهم وتضامنهم مع الكويت غيض من فيض أصالتهم، فهاهم يؤكدون أصالتهم بالوقوف مع مصر الشقيقة الكبرى في محنتها بعد 30يونيو، وكان موقف البحرين مشرفاً، وهو ما جعل المصريين يكنون كل التقدير لمملكة البحرين إلى جانب السعودية والكويت والإمارات، لمواقفهم الشجاعة والتي لم تقف عند حدود الدعم المادي فقط بل والمعنوي للشد من أزر المصريين للخروج من كبوتهم العابرة، لتعود مصر قوية بأشقائها العرب، فكان تبادل الزيارات بين القيادتين المصرية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي وسمو ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وقد حققا معاً العديد من الإنجازات الوطنية وتجاوزا أيضاً العديد من التحديات بتكاتف البلدين، وهي أصالة نابعة من ثقافة البحرينيين ووعيهم بدورهم العربي.

كاتب مصري