حصان الرؤية يسبق ويربح

16-12-2018

اليوم الأمير محمد بن سلمان كسب رهان تنمية المحتوى المحلي والتوطين بامتياز، وقد كان ذلك تحدياً وأولوية استراتيجية وطنية له بدأنا نجني ثمارها يوماً بعد يوم في المشروعات العملاقة دون منازع سواء في مجال الطاقة والتعدين أو الصناعة غير التقليدية والتحويلية وصناعة الأدوية، وقد أصبحت تلك المشروعات على أرض الواقع وعززت برامج التوطين التي كانت في السابق خططاً وأفكاراً وتطبيقات إلكترونية.

اليوم الأمير محمد بن سلمان لا يسير كما يسير البعض بهدوء وبتوسعة صدر بل يقفز قفزات تنموية لأنه يدرك أن الوقت والاقتصاد كالسيف إذا لم تستخدمه بالشكل المناسب وبذكاء فائق قد يضرك.

اليوم إذا بقي الجهاز الحكومي يراوح مكانه ويعمل نتيجة ردود الأفعال وألا يكون مبادراً فسوف يصبح متأخراً عن تلك القفزات التنموية وستصبح هناك فجوات في الوقت والإنتاجية والأهم من ذلك فجوة تشريعية.. فليس دور بعض الجهات الحكومية وخاصة التنفيذية أو التي تقدم خدمات أو تسهيلات هو إجراء الدراسات والبحوث، فهناك الجامعات ومراكز الأبحاث المنتشرة في كل مدينة ومحافظة وانغماس تلك الجهات الحكومية في التفسيرات والتحليلات والتأويلات مضيعة للوقت والجهد والمال وطاقة عامليها ويجب أن تتفرغ للتنفيذ والمبادرة وتلمس احتياجات الناس والتيسير وتوفير التسهيلات للمستثمرين وصناعة الأعمال ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.

اليوم رؤية 2030 واضحة وبرامجها التنفيذية أكثر وضوحاً ولا تنتظر سوى التنفيذ.. ونحن على مقربة من السقف المحدد لبرامج التحول 2020، وهناك جهات لم تحقق سوى نسب لا تذكر من المستهدف لانشغالها بالدراسات والأبحاث وملاحقة الشركات الاستشارية الأجنبية وإضاعة الوقت والمال والجهد وهو ما لا يتناغم مع سياسة الأمير محمد الذي لن ينتظرهم وسيسبقهم بمراحل وهم جالسون يراوحون في دائرة مغلقة من التركيز حول الأجندات الذاتية والدراسات وورش العمل التي أكثرها مشكوك في مصداقيتها ودقتها والأرقام التي اعتمدت عليها والتوقعات والتوصيات التي تخرجها لنا، ناهيك عن السباق المحموم والتركيز لكثير من المسؤولين في إظهار أنهم منتجون وحققوا إنجازات، ولكن على الورق وأصبح اللون الأخضر والأحمر كمقياس لشغلهم الشاغل ويسعون بكل ما يستطيعون من أدوات وألوان لكي يكون لونهم أخضر.

اليوم هناك من سيحاول تغطية قصوره وتخلفه عن تلك المسيرة المباركة لخلق المبررات واستخدام أدوات تضليلية واللعب في مصداقية وأخلاقيات الإنجاز ولكن لن يمهلهم الزمن طويلاً وستكشفهم إنجازات محمد بن سلمان على أرض الواقع بينما إنجازاتهم على الورق.