المريخ وآمال الإنسان

16-12-2018
شيماء المرزوقي

لا يمكن للعين أن تخطئ أن هناك جهداً دولياً لسبر أغوار الفضاء، الذي كان بمثابة الحلم لدى الإنسان منذ القدم حيث تراوده الأفكار المختلفة عندما يرفع الرأس لينظر نحو السماء، لذا نبعت الخرافات والأساطير، وبقي هذا النهم نحو المعرفة ونما كلما تطورت وسائل وكشوف ومبتكرات الإنسان.
المريخ تحديداً له تاريخ طويل مع البشرية، فقد عرفته الكثير من الحضارات البشرية ضاربة العمق في التاريخ مثل الكلدان واليونان والإغريق، حيث تمكن الإنسان منذ القدم من رصد وملاحظة هذا الكوكب بالعين المجردة، وبسبب لونه الذي يميل إلى الاحمرار، أسموه باسم إله الحرب «مارس». وانتقل الاهتمام بالمريخ من التخمين والخرافات إلى الموضوعية والنظرية والعلم بداية القرن السابع عشر الميلادي، وتحديداً عام 1610 عندما نجح العالم جاليليو جاليلي في صناعة أول منظار مقرب «التلسكوب». وهذا الاختراع دون شك فتح مجالاً واسعاً نحو الفضاء ومكّن الإنسان من الاقتراب من الكثير من الكواكب وتوالت المبتكرات التي تستهدف تطوير التلسكوبات وزيادة قدرتها وهذه بدورها ساهمت في كشف المزيد من أسرار الكون. ولم يكن المريخ بمعزل أو بعيداً عن مثل هذا النهم المعرفي والتوجه العلمي نحو الفضاء، حيث ساهمت التطورات العلمية والتقنية في تحقيق مخترعات ومبتكرات ساهمت في فك آخر أسرار الكوكب الأحمر.
معظم مشاريع وكالات الفضاء في العالم تستهدف القيام برحلات نحو هذا الكوكب الذي يبعد عن كوكب الأرض بنحو 54,6 مليون كم في أقرب نقطة.
المريخ قصة قديمة مع الإنسان، صحيح أنه شابها الكثير من الخرافات عن وجود حياة على أرضه، واستمر مثل هذا الظن عقوداً طويلة من الزمن، معها كان الإنسان لديه هدف هو التعرف على تلك المخلوقات وحضارتها والتواصل معها، لكننا اليوم نعلم أن ما يجذبنا نحو المريخ هي أسباب أخرى مختلفة تماماً، منها أنه بطريقة أو أخرى قد يكون الكوكب الأكثر ملاءمة ليكون بديلاً عن كوكب الأرض، وليكون الكوكب الأول الذي تقوم البشرية باستعماره وبناء موطئ قدم لها على ترابه. وبطبيعة الحال فإن معظم البرامج الفضائية التي تستهدفه وتقوم برحلاتها نحوه، هي لدراسته ومعرفة المزيد عنه.
وحتى تكتمل المعلومات والصورة الكاملة عن هذا الكوكب ومدى ترحيبه بالإنسان للعيش والسكن بين كثبانه الرملية وسهولة الكبيرة العميقة، فإن الاهتمام والتوجه نحو هذا الكوكب لن يخفتا أو يتدنيا.

Shaima.author@hotmail.com 
www.shaimaalmarzooqi.com