ثلاثية نشرة الأخبار

16-12-2018
د. حسن مدن

نشرات الأخبار الرئيسية على التلفزيون تتضمن ثلاثة أجزاء، الأول الأخبار السياسية، التي تعنى بمتابعة آخر التطورات السياسية في العالم في يوم أو ساعة بث النشرة، وهي حكماً تمثل الجزء الأهم من تلك النشرة.
أما الجزء الثاني فهو الأخبار الاقتصادية، وضمنه نسمع أخبار أسعار النفط والغاز وتقلبات أسعار البورصة والأسهم..إلخ، وأخيراً هناك الجزء الثالث، المتمم للنشرة، ألا وهو أخبار الرياضة، والملاحظ أن أخبار كرة القدم بالذات تظفر بنصيب الأسد،لأنها الأكثر شعبية في العالم.
هذا التقسيم الثلاثي لمحتويات نشرات الأخبار على التلفزيون، وكذلك في الإذاعة، يصح، وبنسبة كبيرة، على الصحافة، فما من صحيفة يومية لا تراعي هذا التقسيم بصورة من الصور، فبالإضافة للمحتوى السياسي بما يتضمنه من أخبار وتقارير وتحليلات ومقالات الرأي، فإن الجريدة تحرص على أن يكون لها ملحق اقتصادي وآخر للرياضة، وإن تعذر تخصيص ملحق للاقتصاد أو للرياضة، فالمؤكد أنه يجري تخصيص صفحات.
أوحت لي بهذه الفكرة ذات متابعة للشريط الإخباري الذي يمر أسفل شاشة التلفزيون، باثاً أهم وآخر الأخبار، فلاحظت أن واضعي مادة هذا الشريط يظهرون الحرص نفسه على أن يبث، وبالتوالي، أخباراً عن السياسة ثم الاقتصاد وثالثاً الرياضة.
ثمة سؤالان هنا؛ الأول هو: ما نسبة الذين يتابعون نشرة الأخبار بأجزائها الثلاثة كاملة، جزءاً وراء جزء. نقول هذا وفي الذهن فكرة أن المرضى بمتابعة السياسة، يتحولون إلى قناة أخرى ما إن ينتهي المذيع من قراءة الأخبار السياسية، معطياً الدور لزميل أو زميلة له لقراءة النشرة الاقتصادية، قبل أن يأتي الدور على أخبار الرياضة.
وبالعكس فإن المهتمين بأمور الاقتصاد قد لا يعنيهم متابعة أخبار السياسة، وإن فعلوا فمن باب معرفة تأثير الحدث السياسي على الحراك الاقتصادي.
أما الشغوفون بالرياضة، ولعلهم الشريحة الأوسع من المتابعين، ففي الغالب لا تشغلهم لا أخبار السياسة ولا الاقتصاد. ولو قسنا هذا في مجال الصحافة للاحظنا أن أعداداً كبيرة يقتنون الجريدة من أجل الاطلاع على ملحقها الرياضي، ولا يأبهون كثيراً بمحتوياتها الأخرى.
المؤكد أن هناك شريحة لا نعلم حجمها يهمها متابعة الثلاثي كاملاً: السياسة والاقتصاد والرياضة، ولكن هذا يأتي على سبيل الاستثناء لا القاعدة.
أما السؤال الثاني فيمكن صوغه بالتالي: أيصح القول إن هذا التقسيم لا يخص الإعلام وحده، وإنما يعكس تقسيماً ثلاثياً بين الناس في الاهتمامات موجوداً في الحياة نفسها، وبالتالي، ماذا عن المنشغلين باهتمامات أخرى خارج هذا الثلاثي؟

madanbahrain@gmail.com