عام التسامح

16-12-2018
مريم البلوشي

التسامح في القلوب والأفعال هو رقي الفكر، هو أن نعرف قدر من خدمنا وأن نحترم من يسمو بخلقه معنا، التسامح أن نعرف أن الحضارات هي اندماج البشر فيها وتعرفهم إلى بعضهم وإعطاء كل ذي حق حقه، أن نعلو وأن نعيش تواضع العلماء ورقي المسلمين الأوائل، وخير من كل البشر هو رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قد شهدت له قصصه في التاريخ عن سموه وحسن تعامله حتى مع أسرى الحرب.
ولدنا ونحن محظوظون في دولة بناها الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على كريم الخلق، التعايش مع الجميع والتسامح الذي يرفعنا في القلوب وخريطة العالم، التسامح الذي جعله وبعد أن رحل لا يزال ذكره في كل بقاع الأرض، ونحن نفخر بأننا «عيال زايد»، ونحن على نهجه نعاهد، والكثيرون من أبناء هذا الوطن رسل لما أرسى عليه دولتنا فكم من سفراء سلام لم يعرفوا طعماً للنوم وهو يجوبون ملاجئ المشردين ويطعمون الأطفال بأيديهم، وكم من أطباء مارسوا مهنتهم بحق وساندوا المريض وكانوا بحق دواءه دون النظر لمن يكون، وكم من غني أعطى الفقراء برحمة أنزلها الله في قلبه وجعله سبباً لهم، وكم من فعل جميل تمنينا جميعاً لو كنا نحن أصحابه فنكون خير رسل لخير الأديان والأوطان، التسامح هو الحقيقة الأولى التي بنى الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية، كيف لا وهو يقول لقريش يوم فتح مكة وهم من أهانوه وعذبوه «اذهبوا فأنتم الطلقاء» درس في التسامح والتعايش ونسيان الماضي والبدء بحياة الحب والخير والعطاء.
اليوم يعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن عام 2019 هو عام التسامح، شعار يجسد كل ما قمنا به سابقاً وسنركز عليه عاماً قادماً، في مثال حي لوطن زايد الذي علمنا أن لا نعيش فقط لأنفسنا، الكثير لربما يتساءل كيف يجسد ذلك الشعار، لنبدأ بأنفسنا، ونتقبل ما كنا نرفضه سابقاً، بتوازن وحكمة، لنكن أيضاً سفراء لأوطاننا في كل المجتمعات المحلية والدولية، لتكن كلمتنا وفعلنا ترجمة لما تعلمنا في مدرسة زايد، ولنحترم كل من ساهم معنا يوماً في تأسيس هذه الدولة ولا يزال، بدءاً بعمال النظافة لأكبر منصب في هذه الدولة، كل التسلسل الذي بينهم يحترم، وكل وظيفة تحترم، وكل عمل يحترم وكل جنسية تحترم وكل حقيقة بأننا متكاملون نكمل بعضنا تحترم.
عام التسامح بدأ قبل الإعلان عنه فنحن نعيشه في تضامننا مع الكل، وفي تقبلنا فكرة التعايش مع مختلف الثقافات والجنسيات وتقبلها هي لنا، وأكبر دليل تصدر جواز دولة الإمارات الرقم «1».
كل عام ونحن بخير بقلوب فيها الخير والحب.

Mar_alblooshi@hotmail.com