عاصمة عالمية للتسامح

16-12-2018
ابن الديرة

يجسد إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2019 في دولة الإمارات العربية المتحدة عاماً للتسامح، الامتداد الحقيقي لنهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيمة من قيمه العليا التي غرسها في مجتمع الإمارات ورعاها يوماً بيوم حتى باتت جزءاً من ثقافة الشعب ومعتقداته وموروثاته التي يعتز بها ويفخر، ويحرص على أن تتناقلها الأجيال لسموها وإيجابيتها وخيرها لعموم البشرية.
وعام التسامح يدعم مكانة الدولة كعاصمة عالمية للتسامح، خصوصاً بعد أن كان لها شرف السبق في إنشاء أول وزارة للتسامح على مستوى العالم كله، تعنى بقيمة التسامح كعمل مؤسسي مستمر، تدعمه تشريعات وسياسات تجعله أسلوب حياة وعلاقة تعامل بين البشر على اختلاف ألوانهم وعقائدهم، يتقبل كل منهم الآخر، ولا يعاديه في دينه وعقيدته وأفكاره وثقافته مهما كانت درجات الاختلاف والتباين.
وخلق التسامح كواحد من الأخلاق الإيجابية، يعتبر من أرقى وأهم القيم الإنسانية الحياتية على مستوى العالم كله، سواء بتقييمه على مستوى الأفراد، أو كان ذلك على مستوى المؤسسات والدول، يعبّر الفرد من خلاله عن احترامه لذاته وتقديره للآخرين، ويتيح على المستوى المجتمعي ممارسة الحقوق والقيام بالواجبات بسلاسة متناهية، في ظل مجتمع متراحم بما يحتم على الجميع احترامه والعمل على ترسيخه وصيانته.
إن لإعلاء قيمة التسامح في التعامل بين البشر، ارتباطاً مباشراً بنبذ الانغلاق والتطرف والعدوانية، مقابل الانفتاح على الثقافات والشعوب كتوجه مجتمعي لا بد أن تشارك فيه كل فئات المجتمع.
والرائع في إعلان صاحب السمو رئيس الدولة، أنه يحتفي بقيمة جديدة من قيم المجتمع الإماراتي التي أرساها الشيخ زايد، ويعيد خليفة تفعيلها ودفعها إلى سطح التعاملات البشرية، لتكون عاملاً مهماً في الارتقاء بسلوك البشر، وخفض درجة العداء للآخرين إلى الصفر، فالمجتمعات التي يجري تأسيسها على قيم المحبة والتعاون والتسامح والتعايش المشترك، وحدها القادرة على صنع السلام والاستقرار، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والارتقاء بطموحاتها إلى غد أفضل من غير حدود.
الإمارات تعيش قيم التسامح والعطاء واحترام الآخرين ومعتقداتهم، وتعايش نحو 200 جنسية في وئام وسلام على أرض الإمارات خير دليل، وشاهد على أن من يزرع خيراً يجنه، والخير كله زرعه زايد منذ اللحظة الأولى لقيام الدولة الاتحادية، ورعاه خليفة أميناً على الإرث وموظفاً له في خدمة أبناء شعبه.
2019 عام التسامح في الإمارات، يؤكد من جديد حكمة القيادة وعملها الدؤوب والمخلص لخير شعبها وأمتها، وبما يعود بالنفع على العالم أجمع، وكل القيم الأخلاقية الكبرى ستجد الاهتمام الكافي والتجسيد المستمر على أرض الإمارات، التي تحتضنها كجزء من معتقداتها وموروثاتها التي تفخر بها وتعتز.

ebnaldeera@gmail.com