دعوهم تتورم حناجرهم من الصراخ قراءة بين السطور

15-12-2018

سعود السمكة

حين تمت الموافقة على إحالة استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء المقدم من النائب المويزري الى لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بأغلبية نيابية، والتي من خلالها، أي هذه الاغلبية، تم استبعاد المؤزمين وأصحاب المواقف والاراء المنحرفة عن صحيح العمل النيابي السليم من عضوية اللجنة، هذه الإحالة والاستبعاد اللذان تما من خلال الارادة النيابية والتي تشكلت من الأغلبية، أصبحت عملية الفرز والعزل واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار،حيث تم نبذ من جاء ليمارس الشغب ويدفع لحل المجلس حسب تعليمات الرعاة بمعنى واضح، من خلال ما يقدم من استجوابات عبثية.
هؤلاء الموزمون هم امتداد للمطلوبين الهاربين من الأحكام القضائية الصادرة ضدهم لارتكابهم جرائم أمن دولة، سوف يتولون مهمة تنفيذ مشروع الرعاة، وهو إثارة الشغب والفوضى للوصول للهدف الذي يريده الرعاة، وهو ايصال الحال الى حافة الهاوية، كمقدمة لحل المجلس، وبالتالي إقناع القيادة السياسية بعدم جدوى استمرار المجلس، بسبب حالة الاحتقان التي يعيشها الطرفان، المجلس والحكومة، الامر الذي خلق حالة من عدم القدرة على التعاون بينهما، ما يستدعي حل مجلس الأمة.
هذا ما يتمناه الرعاة، لكن غاب عن بالهم أن المرجع الكبير الذي يرجع اليه الامر،وهو صاحب السمو، يقرأ الساحة على نحو يختلف عن اهوائهم، أي الرعاة، فرئيس السلطات رؤيته مباشرة لمصلحة البلد، وليس حسب ما يتمناه الرعاة الذين هدفهم من هذا النشاط أصبح معروفا لدى الجميع، ناهيك بصاحب السمو، حفظه الله ورعاه، والذي يتمتع بما حباه الله من حكمة وبعد نظر متميزين.
الآن الرعاة لم تعد لهم حيلة، إلا الاستمرار في تحريك هؤلاء الادوات في حملة استجوابات متسارعة، الواحد تلو الآخر، وسوف يلاحظ المتابع أن جميع هذه الاستجوابات غير مستحقة، إلا انها فقط لإجهاض أي نشاط حكومي تنموي، وبالتالي على الحكومة، برأيي، أن تفشل هذا الشغب من قبل هؤلاء الادوات ووراءهم اسيادهم الرعاة، بأن تواجههم بحزمة قوانين تأتي بها وتطرحها على التوالي، فالحكومة اليوم تملك الاغلبية، ما يمكنها من تسريع اقرار القوانين المستحقة لعملية دعم الاصلاح، فتكون قد حققت مطالب الناس في الشروع بعملية الاصلاح على الصعيد الميداني، على اثر اقرارهذه القوانين من جانب تنفيذي، ومن جانب سياسي ستراتيجي تكشف هؤلاء المعرقلين ومن وراءهم، بأنهم هم سبب انتشار الفساد وعرقلة عملية مواجهته من خلال هذا الانحراف المكشوف مما يمارس من اداء نيابي يخالف ويعرقل توجهات الاصلاح.
التوجه الحكومي لاقرار 40 تشريعا لدعم الاصلاح بدعم من الاغلبية النيابية، بلا شك ضربة قاسية على الرأس، سوف تتلقاها المعارضة المضروبة المتواجدة في ربوع تركيا هروبا من أحكام الحبس التي ادانتهم بها محكمة التمييز، وأصبحوا يمارسون معارضتهم من هناك، رغم سقوطهم من أعين الشباب الذين تسببوا في حبسهم، وهم اليوم يتنعمون بأكل الكباب التركي!
اقول: ضربة موجعة على الرأس سوف تتلقاها هذه المعارضة الخائبة، ومعها رعاتها، حين تبدأ عملية اقرار هذه التشريعات الحكومية بدعم من الاغلبية النيابية، وليظل هؤلاء الادوات يمارسون العرقلة والشغب ضد العمل الاصلاحي الجاد، حتى يتعروا وتتورم حناجرهم من الصراخ، ويزداد رصيد الكراهية ضدهم من قبل الناس، باعتبار ان الناس وصلت الى قناعة بأن هذا النوع من النواب وأقرانهم الهاربين ،ومعهم النواب السابقين، هم سبب خراب وتخلف البلد، ومن يصر على اعادة انتخاب مثل هذه النوعية فإنه يكون أسوأ فسادا منهم.

دبوس
قبل فترة قال أحمد السعدون، وهو رئيس لمجلس الأمة عن قضية «البدون»:»إنها تشكل قنبلة موقوتة»، وقال رئيس مجلس الأمة الحالي مرزوق الغانم:» في الكويت 400 الف يحملون الجنسية الكويتية، وقد حصلوا عليها بالتزوير».
وانا كاتب هذه السطور سعود السمكة اقول: عدد المزورين للجنسية الكويتية يشكلون حالة مسح لهوية هذا الوطن في زمن ليس بعيدا، اذا لم تتدارك الدولة الامر وتفتح هذا الملف على وجه السرعة.