بزنس تخفيف الوزن

تخفيف الوزن ونظام (الحمية) بات الشغل الشاغل للمتاجرين بأحلام الناس و(البزنس) الذي يدر ذهباً لهم خاصة أن مكان الترويج لا يتواجد في الصيدليات أو المراكز الطبية المتخصصة أو محال بيع المستحضرات الخاصة بذلك بل وجد ساحة أوسع وأشمل لا تحكمها التراخيص ولا تخضع لجولات التفتيش ولا تراقبها جهات الاختصاص إنها ساحات وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت سوقاً لهذه الإعلانات بأشكال وصور جديدة تجدها حتى بين تعليقات الصور على (الانستغرام) خاصة تلك التي ترتبط بالمشاهير فيدخل هؤلاء ليعلنوا عن منتجاتهم (الثورية) فيها داعين للتواصل معهم للحصول على وصفة سحرية تحقق تطلعاتك حتى لو كانت تنافي العقل والمنطق وقبل كل ذلك المعايير والشروط الصحية !!
لم تعد تلك الإعلانات تقدم بصورتها المباشرة بل أصبحت تتلون في قصص و ( تجارب) يرويها أناس تظن أنهم خاضوا التجربة أو أرادوا إفادة غيرهم بها لكنك تكتشف أنهم تجار يروجون لتلك المستحضرات والأنظمة والبرامج دون ترخيص يذكر وبمنتجات غير خاضعة للرقابة وهو الأمر الذي يعرض صحة الناس للخطر بينما يتفننون في إخفاء المعلومات المتعلقة بهم حتى لا يتم تعقبهم أو التبليغ عنهم لكن الأسوأ من ذلك أنهم يجدون من يقع في شباكهم يومياً وينجحون في بيع منتجاتهم رغم أضرارها وعدم مراعاة صلاحيتها لصحة طالبها أو الظروف التي يمر بها.
وزارة الصحة ووقاية المجتمع حذرت في أكثر من مناسبة أفراد المجتمع من عدم الانسياق وراء ظاهرة الترويج الإلكتروني للمنتجات الطبية المختلفة وحبوب الحمية التي تعد من أخطر الوسائل الترويجية على صحة المجتمع بعدما بدأت الظاهرة تتنامى في دول العالم بشكل كبير وبالأخص الترويج عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وأوضحت الوزارة أن الإحصاءات الدولية الصادرة من منظمة الصحة العالمية بينت أن أكثر من 95 في المئة من الأدوية المتداولة على الإنترنت أدوية مزيفة ومغشوشة وأن حجم تجارة الأدوية المزيفة بلغ 100 مليار دولار سنوياً.
وأشارت الوزارة كذلك إلى أن الانسياق وراء الإعلانات المضللة في المواقع الإلكترونية والتي تروج هذه المنتجات المجهولة وغير المسجلة في الوزارة أو في السلطات الصحية في دولها يشكل خطورة بالغة على صحة المستهلك نظراً لعدم معرفة محتوى هذه الأدوية كما أن نسبة كبيرة من هذه المستحضرات مغشوشة بمواد أخرى سامة ممنوعة دولياً أو ذات جرعات عالية.
نتمنى أن يعي الجميع أن التعاطي مع الأمور الصحية له أصول وقواعد لا ينبغي المساس أو الاستهتار بها وتعريض الصحة للخطر من خلال تجار مجهولين على وسائل التواصل يعرضون بضاعتهم بمخاطبة العاطفة ويروجون لأحلام هي في الواقع ضرر لكل من يجربها.
ِALNAYMI@yahoo.com