جيل البرجر والآيس كريم

15-12-2018
د. حسن مدن

العبارة التي في العنوان هي «هاشتاغ» ذاع على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة على «تويتر»، في سلطنة عمان الشقيقة، خلال الأيام القليلة الماضية، في إطار حملة إعلامية دافع فيها الشباب عن أنفسهم إزاء عبارة أطلقها أحد أعضاء مجلس الشورى، خاطب بها الجيل الجديد بهذا الوصف، وهو يُذّكرهم بالظروف الصعبة التي عاشها أسلافهم، في نوع من التهكم والسخرية للقول بأن الجيل الجديد جيل مرفه، لم يعرف أوجه المعاناة التي ذاقها سابقوه.
لم يخطر في بال من أدلى بهذا القول أن عبارته ستستفز الشباب بالطريقة التي تمّت، فرأوا فيها حطّاً من جهودهم وإخلاصهم ومثابرتهم، والحق أن الرد على العبارة لم يأت من الشباب وحدهم، وإنما أيضاً من المخضرمين ممن هم في عمر مطلق ذلك الوصف.
فأحد هؤلاء المخضرمين، المغرد حيدر اللواتي، كتب يقول: «جيل الشباب ليس جيل البرجر والآيس كريم، وإنما جيل المستقبل والأمل والعطاء والعلم والمعرفة، الذي يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على منجزات نهضتنا».
وقال آخر عن الشباب: «هم مستقبلنا، وصنّاع الأمل في حياتنا. والمشكلة ليست في هذا الجيل الذي يجب أن نفخر به وهو يصنع الحياة بمعارفه الجديدة، إنما المشكلة في الذي لم يدرك متغيرات الحياة، ويريد نسخاً من الماضي».
بعض من انخرطوا في النقاش ردّوا الأمر إلى ما جرى التعارف على وصفه ب «صراع الأجيال»، حين نبّهوا إلى أن «هناك ظاهرة يعرفها خبراء علم النفس، وهي أن كل جيل يشعر بأنه أفضل من الجيل الذي يليه، واصفين ذلك ب«الخلل الفكري القديم جداً»، لا بل ب«الوهم».
أما ردود فعل الشباب أنفسهم فأتت غاضبة جداً، حيث وصف بعضهم مَن ينتقدونهم من الكبار ب«الديناصورات الجاهلة»، ممن لم يتلقوا تعليماً جيداً قياساً بأبناء وبنات اليوم.
بعضهم قال قولاً أقسى من قبيل: «يقولون إننا لم نتعود على المصاعب، فيما هم جيل النفط والهبات الجاهزة يدقّون عليهم الأبواب وهم لم يكملوا حتى الثانوية العامة ويقولون لهم وظيفتكم جاهزة» في إشارة إلى أن هؤلاء يتجاهلون كدح وجد ومعاناة الشباب.
شابة أخرى غرّدت قائلة: «عند ابتعاثنا للدراسة في التسعينات كنا ننعت ب«جيل الشيبس. اليوم أفتخر وأفاخر بجيل السرعة والتمكين. جيل الفكر والمعرفة. جيل الغد».
بعض الردود اختارت السخرية وسيلة، فكتب أحدهم «يرجع تاريخ ابتداع «الآيس كريم» إلى اليونانيين في القرن الخامس قبل الميلاد. إذاً، فكل من سقراط وأرسطو وأفلاطون هم أيضاً من جيل الآيس كريم».

madanbahrain@gmail.com