برامج الدعم المدرسية

15-12-2018
ابن الديرة

التسليم بوجود تفاوت في مستويات وقدرات الطلبة الاستيعابية والعقلية، يقود بطبيعة الحال إلى العمل على زيادة إمكانيات كل طالب، بما يرفع من إمكانيات ضعيف التحصيل، ويعزز مستوى المتميز وعالي الاستيعاب، وجسر الفارق بين المستويين لصالح العملية التعليمية، وتقارب مستويات طلابها لتكون المخرجات أفضل حالاً، وأوسع قدرة على المشاركة الفاعلة في سوق العمل ومسيرة البناء والتنمية.
ولذلك تلجأ المدارس القيادية إلى اتباع أساليب تعليمية وتربوية إضافية، في محاولة جادة منها لزيادة القدرة التنافسية لدى الفئة الأولى، والتدرج بها صعوداً إلى مستويات استيعابية أعلى، وقدرات أكبر على البحث والتمحيص والتحليل، يقترب بدرجة أو بأخرى من الطلبة المتفوقين مهارياً وتعليمياً، الذين يحظون كذلك ببرامج دعم لإمكانياتهم وقدراتهم خاصة بهم، ترفعها إلى مستويات تنافسية أكثر علواً تؤدي إلى مخرجات متميزة أيضاً.
طلاب الصف الثاني عشر في المدارس التي تحرص على التفوق، يحظون باهتمام خاص من الإدارة المدرسية والمعلمين الذين يشرفون عليهم، فكلما زادت أعداد المتفوقين في نتائج امتحانات الثانوية العامة، تكون مؤشراً واقعياً على نجاح الإدارة المدرسية وجهودها الموفقة من بداية العام الدراسي في الارتقاء بمستويات الطلبة المتميزين وزيادة قدراتهم، عبر المتابعة الشخصية المستمرة، وفصول التقوية، والمتابعة الجادة مع أولياء الأمور لكل ما من شأنه الأخذ بأيدي أبنائهم إلى الأمام.
وفي كل الأحوال، وسواء كانت المدرسة حكومية أو خاصة، فإن زيادة أعداد خريجيها المتفوقين، الأوائل، تعتبر دليل نجاح الإدارة المدرسية بامتياز في رعاية طلبتها الموهوبين، وتهيئة كل الظروف أمامهم ليكونوا أكثر قدرة وقابلية للعمل المنتج المتميز.
بالمقابل، فإن النجاح الإداري لا يكتمل إلا بالتعامل الناجح مع المستويات الطلابية محدودة التحصيل الدراسي، التي تحتاج هي بالمثل لجهود إضافية متميزة، تساعدهم على تجاوز هذه المرحلة، وملامسة الطلبة متوسطي القدرات تمهيدا لتحقيق نجاحات أخرى إضافية.
هذا التعامل يتطلب بداية تنسيقاً مفتوحاً ومركزاً مع أولياء الأمور، يصدق فيه الجانبان العزم على وضع الحلول العلمية للمشكلة، وبذل جهود إضافية للقضاء على مسبباتها تدريجياً، كما أنه يستلزم زيادة نصيب هؤلاء الطلبة من الإتمام داخل الحصة المدرسية وخارجها، وتعزيز الثقة لدى الطلبة المعنيين، واستكشاف مواهبهم وتنميتها لتكون مفتاح عودة الاعتزاز بالنفس وقدرة الإنسان على التطور وتنمية الدافعية نحو التعلم وزيادة التحصيل المعرفي.
الطالبان المتفوق ومحدود التحصيل العلمي بحاجة لجهود خاصة من الإدارات المدرسية، يجب أن تتنافس في بذلها للوصول إلى الأهداف المرجوة من العملية التعليمية، وهي الارتقاء بمستويات الطلبة وقدراتهم العلمية في مجالات التفكير والتعلم والإبداع، فهذا العصر الذي نعيشه، يرفض أنصاف المتعلمين ولا يقبل إلا المتميزين.

ebnaldeera@gmail.com