دول الخليج… وطن لا يُقدر بثمن مختصر مفيد

13-12-2018

أحمد الدواس

ظلت بلدان الخليج مستقرة تاريخياً، فأفضل الدول هي التي يرأسها ملك أو أمير، كماهي الحال في دول الخليج العربية،أو في كل من مملكة هولندا والدانمارك والنرويج مثلاً، لقد كان بعض العرب يراهن على سقوط أنظمة دول الخليج، ولله الحمد لم يحدث ذلك، بل سقطت دولهم، مع أننا كبلدان الخليج لانريد لهم الضرر، فبعد سنة 1950 ابتلي العالم العربي بأصوات مفكرين عرب تنادي بالاشتراكية، وظهر نظام عربي معروف أوهم العرب بمزايا الاشتراكية والثورة والانقلاب على الملك أينما وجد. فبعد الإطاحة بالملك فاروق في مصر، أُطيح بالحكم الملكي في كل من العراق واليمن وليبيا، وقبل 40 عاماً انقلب الشيوعيون على الملك سيهانوك في كمبوديا عقب تداعيات الحرب الفيتنامية. وفي نيبال كان الملك يحكم بلاده المستقرة لكن المعارضة نادت بمطالب لها فتنازل الملك وسقطت الحكومة وانهارت الدولة، أما أفغانستان فكان يحكمها ملك ثم أصبحت جمهورية فساءت أحوالها، وكانت أيام الشاه أفضل فترة حكم للإيرانيين من الآن.
سمو أمير البلاد المفدى، حفظه الله، ألقى الضوء على التحديات الخطيرة التي يتعرض لها مجلس التعاون الخليجي،ففي اجتماع قمة دول المجلس المنعقد في السعودية يوم الأحد 9 ديسمبر الجاري، حذر سموه من التحديات الخطيرة التي تواجهنا، مايعرض مصالح أبناء دولنا للضياع، وبأن العالم يرى كيان المجلس يهتز، ومستقبل مجهول ينتظرنا، ودعا سموه إلى وقف الحملات الإعلامية التي زرعت بذور الفتنة والشقاق بين أبنائنا وستدمر كل صرح شيدناه.
كلمة سموه حازت تقدير وثناء القادة الخليجيين.
انظروا لأحوال الأمم في العالم لنستخرج الدروس والعبر،ففي آسيا اضطرت بعض الأمهات الفقيرات في الهند الى بيع أطفالهن بمبالغ زهيدة للغاية. وفي كوريا الشمالية أمر رئيسها الجائعين في بلاده بقتل الكلاب وأكلها، وفي باكستان يوجد نزاع طائفي بين السنة والشيعة منذ 30 سنة. ويعاني شعب إيران أزمة اقتصادية حادة.
في أميركا هناك نحو 46 مليون أميركي فقير، بمعاشٍ شهري يبلغ نحو 300 دينار كويتي، فيضطر ملايين الأميركان الى العمل بأكثر من وظيفة، ولايخفى كذلك سوء الوضع السياسي العربي بشكل عام، وفي أوروبا هناك 124 مليون نسمة داخل أوروبا مٌهددون بالفقر، ويوجد ملايين الروس فقراء بسبب سوء الوضع الاقتصادي الروسي، وجلبت حرب أوكرانيا الفقر لكبار السن، وفي أفريقيا هناك وضع خطير بجمهورية أفريقيا الوسطى، وزمبابوي دمرها الرئيس موغابي، وهناك صراع ثوار الكونغو مع الحكومة حيث يجري قتل واغتصاب النساء والرجال معاً وأكل الأقزام، حرب أهلية بجنوب السودان، وفي أميركا اللاتينية تبتز العصابات الإجرامية الآلاف من الناس فيضطر هؤلاء لدفع المال حفاظاً على أنفسهم وعائلاتهم،كما يتـعرض القضاة للاغتيال من قبل عصابات المخدرات، وحكومة نيكاراغوا تطلب من شعبها الجائع أكل السحالي، وأصبح من الخطر ان يذهب التلميذ الى المدرسة في بلدٍ مثل غواتيمالا من شدة ارتفاع معدلات القتل.
إذن ينبغي للمواطن الخليجي ان يحمد ربـه ليل نهار على ما به من نعمة، فأنتم لن تٌقدروا بلدانكم الخليجية حق تقدير إلا بمقارنة الوضع فيها بمعاناة شعوب دول العالم الأخرى،وحرمانها من الحياة الكريمة، فلا تفرطوا بنظامكم الخليجي السياسي المستقر، فهو أفضل من الاتحاد الأوروبي نفسه، فأوروبا متعددة اللغات والأجناس ودخلت حروباً دينية استمرت قرونا ثم حربين عالميتين، بينما لدول الخليج صفات مشتركة كاللهجة الخليجية المتشابهة مع بيئة صحراوية ولباس مشترك تقريبا وعادات متماثلة.
يا أهل قطر، شعباً وقيادة، في دولنا الخليجية سادت المحبة بين الحاكم والرعية لقرون طويلة وعشنا كأفراد وأسر خليجية في وئام وترابط أسري، علينا ألانستمع للغة الكراهية التي تسعى الى بث الفرقة وزرع الفتنة بين أبناء المجتمع الخليجي، فنأمل من قطر ان تقدم تنازلات حفاظاً على الوحدة الخليجية وعلى نعمة الأمن والاستقرار، فنحن محسودون على مانحن به، لنقوي روابطنا الخليجية من خلال التفاوض والمصالحة السياسية، ولنتعظ من أحداث الوضع الدولي ومآسي الشعوب