الحَكِيمُ لا يُقْحِمُ نَفْسَهُ في مَا لاَ يَعْنِيهِ حوارات

13-12-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

يتجنَّبُ الانسان الحكيم إقحام نفسه فيما لا يعنيه، وبخاصة في الامور الجدلية والمواضيع والقضايا التي لا تخلو من السعي نحو تحقيق المصلحة الخاصة على حساب الآخرين. ويحرص الانسان الحصيف، وبالذات من يعمل على تحكيم عقله في شؤون حياته الخاصة والعامة، على الابتعاد عن كل ما لا يتعلق به، فمن يُدخل نفسه في غير مدخلها الطبيعي والمتوقع، سيجلب لنفسه الصداع والقلق وكل ما يعيقه عن ربط آماله وتطلعاته بما يستطيع تحقيقه لنفسه ولمن يهمه أمرهم. ولا علاقة لعدم التدخل بشؤون الانسان الآخر بالانانية أو بالانعزال السلبي عن البيئة الاجتماعية المحيطة، ولكن من المفترض أن يستمر يُقيّم الانسان الحكيم تجاربه الشخصية وفقاً لما تفضي إليه المعايير والقيم والعواقب الدارجة في بيئتة الاجتماعية، ويعمل دائماً على حماية حدود حريته وخصوصيته الشخصية، ويمتنع من تلقاء نفسه عن الاشتراك فيما لا يعنيه لا من قريب أو من بعيد، وبالذات ما يتعلق بالمماحكات وبالصراعات الفكرية العدمية وبالتقلبات النرجسية المضطربة، فلا يمكن مثلاً أن يصف أحدهم نفسه في عالم اليوم بأنه إنسان حكيم ما دام يشغف دائماً للمشاركة في كل شاردة وواردة ترتبط بأمور وبقضايا وبمسائل لا تتعلق به إطلاقاً، وبالذات تلك الامور والقضايا الجدلية والتي تتعلق بصراعات وبأحقاد تاريخية مترسخة لن تُحل إطلاقاً ولا شأن للانسان الحكيم بإيجاد حل لها. ومن بعض الظروف والاسباب المنطقية في عدم إقحام النفس فيما لا يعنيها ما يلي:
لا تقدم النصيحة لمن لم يطلبها منك بشكل واضح ومباشر وربما مكتوب، فأنت لست مديراً لشؤون الآخرين!
الحكيم هو من يعرف دائماً ما هي أولوياته الاساسية فلا يخلطها بأولويات عامة الناس.
كل ما له علاقة مباشرة بالتفكير العاطفي تكون عواقبه دائماً وأبداً وخيمة ومُضِرةٌ بالصحة النفسية.
في كل شخص بالغ ومُتَطَفِّل ينام صبي ملقوف.
كلما زاد مستوى الشخصنة في أمر نَفِرَ الحكيم وابتعد عنه من تلقاء نفسه.
الابقاء على علاقات متحفظة وربما سطحية مع الآخرين مفيد جداً للصحة النفسية ولراحة البال ولحماية الخصوصية الشخصية من تدخلات الفضوليين النرجسيين.
كاتب كويتي