مقترحات لزيادة المؤهلين في الأمن السيبراني

05-12-2018

يعد النقص في الكوادر المؤهلة في مجال الأمن السيبراني مشكلة تعاني منها أغلب الدول. وانطلاقا من إدراك أهمية هذا المجال الحيوي وأهمية توطين الوظائف فيه بكل تخصصاته وتفرعاته، أنشأت بعض الجامعات وطورت برامج نوعية لتدريس الأمن السيبراني في مختلف أنحاء المملكة، على سبيل المثال جامعة جدة كانت من أولى الجامعات التي أطلقت برنامجي البكالوريوس والماجستير في هذا التخصص.

كذلك تم إطلاق عدد من البرامج التدريبية المتخصصة في المجال، والتي تشمل برامج الابتعاث وبرامج تدريبية مكثفة تستوعب خريجي برامج البكالوريوس من الجنسين لتأهيلهم للحصول على الشهادات المتخصصة، كبرنامج تدريب الأمن السيبراني (CyberPro) وهو إحدى مبادرات الهيئة الوطنية للأمن السيبراني.

هذه الجهود السابق ذكرها تعبر عن مستوى وعي كبير واهتمام غير مسبوق. وحتى تتضافر الجهود أقدم مجموعة من الاقتراحات التي يمكن أن تسهم في حل مشكلة نقص الكوادر الوطنية في هذا المجال.

أولا: عمل دراسات إحصائية على المستوى الوطني تحدد مدى الاحتياج في المجال بشكل دقيق، وتعطي توقعات مستقبلية يعتمد عليها أصحاب القرار في طرح وتخصيص برامج لإعداد الكوادر.

ثانيا: إقامة مؤتمر وطني سنوي تحت مظلة وزارة التعليم يجمع المسؤولين عن برامج تدريس الأمن السيبراني في الجامعات للتشاور وتبادل الخبرات في تطوير البرامج وبناء المناهج وطرائق التدريس الفعالة، ويجري من خلال المؤتمر عرض التجارب الناجحة لتعميمها والاستفادة منها.

ثالثا: إشراك المختصين بالمجال في القطاعين الحكومي والخاص في الإشراف على برامج البكالوريوس والماجستير من خلال إنشاء لجان استشارية تابعة للكليات التي تدرس برامج الأمن السيبراني، بحيث تتكون هذه اللجان من مديري أمن المعلومات في القطاعين الحكومي والخاص، وتقدم ملاحظاتها واستشاراتها لردم الفجوة بين احتياجات سـوق العمل ومخرجات التعليم الجامعي.

رابعا: إقامة اتفاقيات فعالة على المستويين المحلي والدولي في مجال تدريس الأمن السيبراني، وتتضمن هذه الاتفاقيات إرسال أعضاء هيئة التدريس والطلاب لدراسة برامج صيفية أو الاشتراك في مشاريع بحثية مع الشركاء الدوليين، وكذلك استضافة العلماء والمتميزين من هذه المؤسسات هنا في المملكة لفترات قصيرة لتقديم الاستشارات وتدريس الدورات السريعة والمكثفة في مجال الأمن السيبراني وتخصصاته المتعددة.

ختاما، أرى أن تفعيل هذه الاقتراحات في غاية الأهمية لتوحيد الجهود الوطنية والتنسيق المستمر بين الجهات المعنية لسد الاحتياج للكوادر الوطنية المؤهلة في هذا المجال، مما يترتب عليه المحافظة على أمن وطننا ومقدراته من جميع الأخطار التي تحيط به في الفضاء الالكتروني بسواعد أبنائه المدربين والمؤهلين أفضل تأهيل.

@MoneerAlshaikh