الانبهار الشديد بالثقافة الغربية مُضِرٌّ بالصحة النفسية حوارات

17-11-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير الانبهار في سياق التأثر بالثقافات الغربية (الاجنبية) إلى الاعجاب الشديد بما يظهر على السطح الاعلامي وفي السينما، وربما ما يتم تداوله من انطباعات وتصورات ايجابية مبالغة حول نجاحات غربية ثقافية،وفي نفس الوقت ما يتم تجاهله وعدم التركيز عليه أثناء عملية المحاكاة شبه الكاملة لما يخرج من الثقافات الغربية بعامة. ومع أنني شخصياً أدين للفكر وللثقافة الغربية بجزء معين مما أظن أنه تفتح فكري وقابلية للتطور ولإعتناق أساليب حياة أكثر عملية ولطرق تفكير أرسخ منطقية، اكتسبها بسبب تعرضي المباشر للتأثيرات الثقافية الغربية الايجابية، ولكنني لا أنبهر بشدة بأي ثقافة أجنبية لدرجة تقليد كل مبادئها وتصوراتها وسلوكياتها الطاغية وأساليب حياتها الاعتيادية في حياتي الخاصة والعامة،وذلك لإيماني بأن كل ما يزيد عن حده سينقلب حتماً إلى ضده، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بسعي الانسان لعيش حياة متوازنة وسوية نفسياً. ومن بعض الاضرار النفسية التي يسببها الاعجاب الشديد، وبلا تحفظ، بالثقافة الغربية الشعور بالاغتراب السلبي عن النفس وعن البيئة الاجتماعية الاصلية، ولربما يصل الامر في هذا السياق إلى إدمان جلد الذات والشعور بالذنب بسبب تخيل الضحية بأنه،أو بأنها،لا ينتميان فعلاً لمجتمعهم، أو تخيل بعض المشوشين بأنه سيتم قبولهم في مجتمع الثقافة الاجنبية التي يعشقونها بينما يعرفون في قرارات أنفسهم أنهم لن يتحملوا العيش في الثقافة التي ينبهرون بها ولو لبضعة أشهر بسبب تناقض بناهم النفسية الاساسية مع ما سيكتشفونه عن قرب في المجتمع الغربي، ومن بعض أسباب الانبهار الشديد بالثقافة الغربية ما يلي:
يسعى البعض للتعويض عما يظنون أنه نقص في شخصياتهم بسبب رفضهم النرجسي احترام عادات وتقاليد مجتمعهم المحافظ، فقط لأنّ بعض ما هو متعارف عليه في مجتمعهم سيتعارض مع أنانيتهم الشديدة.
الشعور بالنقص مقابل الآخر المختلف في المجتمع ربما يدفع البعض لإسقاط كراهيتهم ونرجسيتهم الغبية على الآخر بتكلّف اختلافهم الثقافي المتخيل.
كلما قلّ الوَعْي وضعفت القدرة الذهنية على التَمْيِيز أصبح الانسان أكثر قابلية للتأثر السلبي، والعكس صحيح.

كاتب كويتي