الأقنعة الزائفة جرة قلم

14-11-2018

سعود عبد العزيز العطار

عندما تتساقط الأقنعة الزائفة، وتهوي من برجها العاجي وتكشف لنا الحقائق زيف شعاراتهم المسمومة والمدسوسة المضللة، وتنفضح مآربهم ونواياهم ومصالحهم الشخصية بأحوالهم ونفوسهم المتقلبة المريضة، المتلونة بالمساحيق الممسوخة، وتتعرى تلك الوجوه لتظهر على حقيقتها بكل وضوح خصوصا اولئك الذين يتظاهرون بالمثالية والكمال بالحديث عن القيم والمبادئ ويدعون الوطنية والقومية، وهم أبعد الناس عنها، فيما هم يغرقون بالغش والكذب والخداع وقلب الحقائق بالنفاق والتدليس والمجاملة لأنهم لا يستطيعون الصمود طويلا،لأن حبل الكذب قصير مهما طال أمده، وقد قالوا عنهم:” الناس كالنوافذ ذات الزجاج الملون فهي تتلألأ وتشع في النهار وعندما يحل الظلام فإن جمالها الحقيقي يظهر فقط إذا كان هناك ضوء من الداخل، لكن مع الأزمات تتساقط كل أقنعهتم الزائفة “.
من هنا تأتي أهمية التوعية والتنبيه والتحذير من حقيقتهم بالتعاطف معهم لأن مثل هؤلاء لا هم لهم إلا أنفسهم ومصالحهم، ومن بعدهم الطوفان، بل يجب فضح زيف مثل هؤلاء ومحاربتهم واستئصالهم من جذورهم، فنحن في الكويت بحاجة الى مجتمع واع مخلص مثقف مدرك بمسؤوليته من أجل رفع راية الوطن وازدهاره والابتعاد عن كل مايعكر صفوه بالمهاترات والمناكفات والتشنجات والسجالات العقيمة، وبخاصة في ظل هذه الظروف التي تمربنا جميعا، والتي تحتاج لمزيد من اليقظة، والتكاتف، والتلاحم ورص الصفوف على المستويات كافة والتأهب والعطاء بمضاعفة الجهد والعمل بكل جد وإخلاص وتفان من أجل حماية الوطن وإستقراره.
آخر كلام
منذ أيام أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المحافظة على “مجلس التعاون” الخليجي وعدم تأثره بالخلاف مع قطر، كما أكد ذلك أيضا وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي من خلال فعاليات منتدى”حوار المنامة”.
إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بني ونشأ وتقوى ليبقى وهو مستمر وقائم، ونحن نقول هنيئا لـ”مجلس التعاون” الخليجي الذي هو مصدر فخرنا وعزنا جميعا، لأن مصيرنا مشترك لما فيه صالح شعوب المنطقة.
وفق الله قادتنا وسدد خطاهم لما فيه الخير والصلاح، مثمنا في الوقت نفسه الجهود المبذولة المخلصة، والمساعي الكريمة لصاحب السمو أميرنا المفدى، حفظه الله ورعاه، لرأب الصدع بين الدول الخليجية، بسياسته وحنكته في حماية وحدة البيت الخليجي في مواجهات التحديات التي تمر بها المنطقة… والله خير الحافظين.

كاتب كويتي