رَكاكَة التَّفْكير حوارات

14-11-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

تشير ركاكة التفكير إلى اختلاله وضعفه المكتسب، وبخاصة ما يظهر فيما بعد بسبب رفض الشخص صاحب التفكير الركيك إعمال فكره بشكل مناسب للنظر في شؤون حياته، الخاصة والعامة، وهو سلوك سلبي سينتج عنه حتماً التفكير بشكل خطأ، وربما سيؤدي في بعض الاحيان إلى التسبب في كوارث، مجازية أو فعلية، ربما ستدمر الحياة، الخاصة والعامة، لمن يفكر بشكل لا يتوافق مع ما تتطلبه الوقائع والحقائق، وهي حالة سلبية ونهج ذاتي هدام ما كان له أن يحدث لو لم يتبع البعض التفكير الركيك، ويصر على اتباع فرضياته واستنتاجاته المعطوبة، رغم نصح الآخرين العقلاء له بعدم فعل ذلك، ومن المفترض أن يحرص الانسان السوي على تجديد طرق تفكيره بين الحين والآخر، وتعزيزها بما هو أفضل، وأن يتحاشى الوقوع في مستنقع ركاكة التفكير والذي من صفاته بعض ما يلي:
– ضيق الافق وما يتبعه من قصر في النظر هي بعض العلامات البارزة لركاكة التفكير.
– النرجسية الطاغية والعشق المجنون للذات ستؤديان حتماً إلى اختلال موازين العقل، وإلى اضطراب وفوضوية التفكير.
– لا علاقة بركاكة التفكير بمستوى تعليم الانسان، فثمة أناس لا يقرأون ولا يكتبون، لكن تجارب الحياة جعلتهم يتبصرون بالأمور ويفكرون دائماً بشكل صائب.
– كلما ترسخ البطر والدلع الزائد عن الحد والكفر بالنعم في شخصية الانسان ضعف تفكيره، وغلبت عليه نوازعه النفسية السلبية.
– ركاكة التفكير اختيار طوعي، فلا يُمكن إرغام أحدهم على أن يصبح تافهاً أو ساذجاً، أو مليقاً، أو ضيق الافق غصباً عنه.
– المرء على دين خليله، فمن عاشر العقلاء أصاب في رأيه، ومن عاشر الحمقى فسد رأيه.
– الصفات البارزة لركاكة التفكير تتمثل في فساد الرأي، وعدم القدرة على ضبط النفس، ورفض التفكير بشكل منطقي.
– ركاكة التفكير لن تكون شأناً شخصياً خاصاً، وبالذات إذا كان ركيك التفكير مسؤولاً عن مجموعة من العقلاء.
– لا يهاب ولا يحترم الآخرون ركيك التفكير، وربما سيستضعفونه لأنه ببساطة استضعف نفسه.
– وراء كل تفكير ركيك خوف مكتسب، وكلما استأصل المرء مخاوفه المفبركة رجَح عقلُه.
– التفكير العاطفي، وما أدراك ما التفكير العاطفي!

كاتب كويتي