امرأة بعشرة رجال مختصر مفيد

14-11-2018

أحمد الدواس

من بين أقوال المهاتما غاندي:” ان علمت رجلاً فإنك تُعلم شخصاً واحداً، وإن علمت فتاة فأنت تُعلم عائلة ومجتمعا وأمة بأسرها”، فعلاً الأم هي المُعلم الأول، والمرأة هي القلب الحنون داخل البيت وخارجه، فهي التي تطعمك وتعلمك وتحميك وتهتم بك، وهي العمود الفقري للمجتمع، والبنت يملأ قلبها الحنان والعطف، فحتى لوتزوجت ستظل تحن للبيت الذي ترعرعت فيه، وعطفها لا ينقطع عن أمها وأبيهـا عند الكبر والعجز.
المرأة مفيدة للمجتمع، وفي التعليم والاقتصاد، ولقد تبين إن اقل من نصف سكان العالم، أي نحو 79 دولة، تتولى المرأة فيها منصب رئيس الدولة أو رئيسة للحكومة، ففي سنة 2006 انتخـبت جمهورية تشيـلي امرأة رئيسة للبلاد، هي ميشيل باشـليه، التي برهنـت جيدا القدرة على القيادة، فهي تستمع للمواطنين وساهمت في معالجة أحوال الأطفال الفقراء في بلادها، ولاغـرو في ذلك، فقد كانت وزيرة للصحة قبل ان تكون رئيسة للدولة.
هناك سيدات تولين رئاسة حكومات دول ذات أغلبية مسيحية أو مسلمة أو هندوسية أو بوذية أو يهودية ، فهناك مثلا بـاندرانيكا في سريلانكا، وأنديرا غاندي في الهند، وبنظير بوتو في باكستان، وفي أوروبا هناك زعيمتان قويتان تترأسان الحكومة هما أنجيلا ميركل في ألمانيا، وتيريزا مـي في بريطانيا.
في أفريقيا عــيّن برلمان أثيوبيا امرأة رئيسة للبلاد، مع وجود نصف الوزراء من النساء، وحتى منصب وزير الدفاع تتولاه سيدة هي عائشة محمد موسى، كما تتولى امرأة رئاسة إحدى أقوى الوزارات، وهي وزارة السلام، التي ينتمي إليها جهاز الاستخبارات والقوات الأمنية، أما طيران أثيوبيا فقد عيّن جميع أفراد طاقمه من النساء، فلقد تولت سـاهلي ورك زويـدي وعمرها 68 سنة رئاسة البلاد بعد استقالة رئيس الدولة مولاتو تشومـي في سنة 2013 أمام البرلمان، وهذه الرئيسة كانت تتولى فيما مضى منصب سفير أثيوبيا لدى السنغال، ثم لدى جيبوتي، وأخيرا سفيرة لدى فرنسا.
منصب الرئيسة رمزي بينما يتولى السلطة التنفيذية رئيس الحكومة آبـي أحمد منذ إبريل الماضي، فساهم بجهود سلمية
فأطلق سراح السجناء السياسيين ودعـا المعارضين في الخارج للعودة، وأقام علاقات سلام مع ارتريا بعد عداء استمر طيلة 20 عاماً.
كتب الكاتبان ماكس بيراك ودارلا كاميرون في صحيفة “واشنطون بوست” الأميركية في مقالة مشتركة في 14 نوفمبر العام 2016 بعنوان ” كثير من الديمقراطيات اختارت امرأة رئيسا للبلاد”” تكون النساء أفضل أداءً عند التمثيل النيـابي في البرلمان، أما لماذا لا تتولى امرأة رئاسة الولايات المتحدة فهناك كثير من النظريات والأسباب، بانتظار حدوث سابقة سياسية”.
في الديبلوماسية لا تتدخل السفارات في شؤون البلاد الداخلية، فلا تتصل رأساً بوسائل الإعلام عندما يتعرض أحد رعاياها لاعتداء أو ظلم، فالقوانين الداخلية كفيلة بمعالجة هذا الأمر، وإذا كان الأمر يتعلق ببلدنا الكويت فالقضاء الكويتي عادل ومنصف، فكثيرا ما نجده يبرئ ساحة متهم بتعاطي المخدرات أو المتاجرة بها، وهذه أعلى صور العدل والإنصاف، فما بالك بقضايا الأفراد العادية، فالكويت لاتظلم أحدا، ومن المؤسف، ان يتدخل مسؤول عربي بشؤون الكويت الداخلية كما حدث اخيراً، ليتحدث عن اعتداء تعرضت له سيدة من رعاياه، بينما تلتزم سفارات الكويت في الخارج الصمت ولا تتدخل بشؤون الدول الداخلية إذا ماتعرض كويتي لأمر مماثل، إنما تترك قانون ذلك البلد يأخذ مجراه وفق القوانين المحلية.
العنجهية مرفوضة في العلاقات المتبادلة بين الدول، وفي هذه السطور نُحيي ونُشيد بالنائب الفاضلة صفاء الهاشم، التي دافعت عن بلدها الكويت من منطلق شعورها الوطني، فتصدت لتصريح ذلك المسؤول العربي وفنـدتــه، في وقت أطبق الصمت على أفواه الرجال نواب البرلمان.