من أجل صحة أطفالنا

انتشرت مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية بشكل كبير في جميع أنحاء العالم. ويؤكد خبراء الصحة أن هذه المشروبات ذات تأثير سيئ على الإنسان وعلى صحة الأطفال بشكل خاص. ويعتقد كثير من الناس أن المشروبات الغازية تطلق كمية من الغازات أثناء شربها، وأنها عامل جيد للهضم والاستفادة من الطعام، وهذا غير صحيح! فالمشروبات الغازية لا توفر أي فائدة غذائية، وتحتوي هذه المشروبات عادة على المزيد من السكر والأحماض، بالإضافة إلى المواد الحافظة والملونة. والمشروبات الغازية الباردة تؤثر على عمل الأنزيمات الهاضمة، وذلك بتخفيض درجة الحرارة المناسبة، وتفقد الأنزيمات الهاضمة قدرتها على العمل؛ لأن درجة حرارة الجسم الطبيعية هي الدرجة المناسبة لعمل الأنزيمات، مما يؤدي إلى اضطراب الهضم.

وتحتوي العلبة الواحدة ما يعادل عشر ملاعق صغيرة من السكر تكفي لتدمير فيتامين «ب»، والذي يؤدي نقصه إلى الأرق والصداع، كما تحتوي المشروبات الغازية على غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يحرم المعدة من الخمائر اللعابية في عملية الهضم عند تناولها مع الطعام أو بعده. وتحتوي المشروبات الغازية على مادة الكافيين التي تتسبب في زيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الحموضة في المعدة. وبالنسبة للأطفال فإن كثرة استهلاك المشروبات الغازية يمكن أن تؤدي إلى تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان من التسوس.

أما مشروبات الطاقة فهي ذات تأثير مدمر على صحة الأطفال إذا استمروا في استهلاك المزيد منها. ويؤكد رئيس الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفل أن مشروبات الطاقة تحتوي على مستويات مرتفعة من الكافيين تصل إلى نحو 320 ملغم لكل لتر. والكافيين كما يقول الأطباء يمكن أن يزيد التوتر ويقلل ساعات النوم عند الأطفال، كما أنه يرتبط بالمشكلات السلوكية عند الأطفال والشباب أيضاً. ويقول الدكتور فينر رئيس الكلية الملكية البريطانية: إن مشروبات الطاقة غنية بالسكريات التي تساهم كثيراً في زيادة السعرات الحرارية في جسم الطفل، كما يشير إلى قرب حظر مشروبات الطاقة في بريطانيا.

وقد أظهر استطلاع نشر في العام 2014 وشمل أكثر من 5000 طفل في بريطانيا أن قرابة 14 % من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عاماً قالوا: إنهم تناولوا مشروبات الطاقة مرتين إلى أربع مرات في الأسبوع. وقال 5 % من الأطفال: إنهم يتناولون مشروبات الطاقة يومياً.

ويعتقد فينر أن تحسين صحة الأطفال تنحصر في اتباع نظام غذائي جيد، وممارسة الرياضة والحصول على ما يكفي من النوم كل ليلة.

إن الأمر يتعلق بوعي الآباء والأمهات، وذلك بمنع أطفالهم من استهلاك المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.. من أجل صحة ومستقبل أفضل لأطفالهم.