للحديث بقية

18-10-2018

دائماً ما تفرز الأزمات أياً كان نوعها؛ من يقف إلى جانبك ومن كان يريدك لمصلحته من دون أن يكون منخرطاً معك في شراكة حقيقية يتم من خلالها تبادل المنافع ولا تنتفي عند نهاية تلك المنافع.

نحن في المملكة نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا في مواجهة هذه الأزمة التي يحاول من لا يريد الخير لنا، بل ويعلن الشر ولا يضمره تضخيمها وجعلها قضية القضايا وكأن العالم تخلص من كل ما يعصف به من أزمات، ولم يتبق سوى هذه الأزمة حتى يتم التركيز عليها، كل هذا التركيز في حملة منظمة من الواضح جداً أن وراءها أهداف غير الأهداف المعلن عنها.

نحن في المملكة نعرف حجمنا الطبيعي، ونعرف إمكاناتنا وموقعنا على خريطة التأثير العالمي من دون مبالغة ولا مزايدة، ومن يحاول النيل من مكانتنا فالخسران هو النتيجة الطبيعية لمسعاه، فنحن دولة ليست كالدول التي تعتقد أن أموالها من الممكن أن تشتري لها مكانة ليست لها، صحيح أن المال مؤثر، ولكنه ليس كل شيء في حسابات الدول، والمملكة لم تحصل على مكانتها المتقدمة بين دول العالم لقوة اقتصادها فقط الذي سخرته من أجل تنمية شعبها ورخائه، ومن أجل استقرار الاقتصاد العالمي عبر مواقفها المتوازنة بين مصالح المنتج والمستهلك في سوق النفط، وأيضاً في تقديم العون للدول العربية والإسلامية في المقام الأول، وبقية دول العالم، فإضافة إلى الاقتصاد القوي - ولله الحمد والمنة - هناك موقف سياسي معتدل يرعى المصالح من دون إفراط أو تفريط، مبني على قواعد من الحكمة وبعد النظر مما جعله يكتسب وزناً يعتد به في المجتمع الدولي.

نحن في المملكة نعرف من يقف معنا ونعرف من يحاول محاولات يائسة أن ينال من مكانتنا من دون جدوى، وبعد انجلاء الأزمة - بحول الله وقوته - سيكون لكل حدث حديث.