في العلوم دروب الحروب

19-10-2018
عبداللطيف الزبيدي

هل سيكون التقدم الفائق في العلوم والتقانات أخطر دوافع الحروب الكبرى مستقبلاً؟ على العالم العربي أن يتحسس مواطن انعدام إحساسه وحساسيته، التي هي نتيجة تخلفه في تلك الميادين، لهذا هو من معضلة عصرية إلى أخرى، جرّاء امتلاكه ثروات من غير قدرة علمية وتقانية تحميها. لم يكن يوماً طرفاً في الصراعات، لأن مقدراته هي محور النزاعات. على الإعلام أن يكون كأبي حيّان التوحيدي الذي يتهمونه بالزندقة، لأنه «أشار ولم يصرّح».
العالم في وضع حرج إلى أبعد الحدود، فالأوضاع متأزمة، إلى حد أن الحرب بين الإمبراطورية من جهة وروسيا والصين من طرف آخر، وخصوصاً الأخيرة، لم تعد مجرد خاطرة أو فكرة محتملة، فالقضية خطت خطوات إلى الأمام على طريق الخطط والاستعدادات. وهذا يجب أن يعني لدى من أراد أن يُعدّ في العقلاء الاستشرافيين، أنها تحتاج إلى أموال طائلة. اليوم تكلفة شجار صغير في الأزقة الدولية، باهظة الثمن، فما بالك بصراع الفيلة والدناصير.
ما يصيب الإمبراطورية بالصداع أمام ضيق الوقت هو برنامج التنين الذي أطلقت عليه الصين اسماً استفزازياً: «صنع في الصين 2025»، سبعة أعوام يعني بعد أسبوع. عناصر الخطة الطموحة لا تجعلك تعرف بعد أيهما القوة الأخطر، السلاح أم الاقتصاد؟ مشروع الصين في سبع سنوات فقط هو المنافسة القصوى في: الذكاء الاصطناعي، المعلوماتية الكمّية (الكوانتوم)، الروبوتية، المركبات الذاتية القيادة، الطاقات الجديدة، التجهيزات الطبية الفائقة، السفن العالية التقانة وصناعات عدة أخرى في مجال الدفاع الوطني، أي التسلح الحامي. يتذكر المرء ما قيل للمتنبي في حضرة سيف الدولة: «ماذا تركت للأمير؟» حين قال: «ليعلمِ الجمع ممّن ضمّ مجلسنا.. بأنني خير من تسعى به قدمُ». تلك نتفة من تقرير (ص 146) نشره البنتاجون مؤخرا، يوضح فيه أن واشنطن تستعد لمواجهات في مناطق معزولة، وتعد العدة للمواجهة على المدى البعيد.
لزوم ما يلزم: النتيجة اللابأسية: ليس عيبا، ولو من باب الفضول، أن يفكر بنو آدم في الأبواب التي سيفتحها الذكاء غير الاصطناعي لجلب الأموال.

abuzzabaed@gmail.com