في بيتي تمبل!

18-10-2018

محمد خلف

“عندي سؤال لك ياخبير بحكم خبرتك” قالها الشايب، ثم أضاف:” من حين لحين اسمع كلمة فلان تنبل… ياليتك تعطينا وش معناها أكون لك شاكر”؟
الخبير:” ياسلام يا سعادة الباشا التنبل! آه التنبل وضعه مايسرش لا عدو ولا حبيب، لانه شخص كسول مالوش لا عمل ولا شغلانه غير الاكل والنوم! وبالمناسبة هو عاله على غيره، وعلاوة على كدا، للاسف الكثير منهم ماعندهمش فكرة انهم تنابل”!
المعاق:” هم اللي يقولون عنهم تنابلة السلطان”؟
الخبير:” ايوان دول نسبة للسلطان عبد الحميد، طيب الله ثراه، ودوّل كانت شغلانتهم عنده اكل ونوم وثرثرة… ولعل اطرف ما سمعت عنهم، انهم بيوم سألو واحد: انت بتعمل ايه اول ما تقوم الصبح؟ رد وقال: أخذ قسطا من الراحة”!
الشاب: لا…لا يكون على اخر ايامك تبي تصير واحد منهم ياحجي”؟
الشايب:” ياليت بس للاسف راحت علي… وأبشرك ماهي بعيدة عني لانها صابت العيال عندي بالبيت… يعني في بيتي تمبل يخزي العين”!
الرجل:” عندنا وعندك خير ياحجي، أكيد المطاعم والبقالات احد أسباب تنبلة العيال”؟
الشايب:” ليتها جت على المطاعم والبقالات بس… الا الامر تعدها بمراحل، تصدقون بأحد الايام لقيت كروت طايحه بالصالة مكتوب بواحد منهم: تبي توصيلة اذا ماعندك وقت توصل ملابسك وماحصلت وقت توديها للمصبغة اتصل علينا واحنا نوديها ونجيبها لك من المصبغة اللي تبي! اما الكرت الثاني فهو يخص الحريم مكتوب فيه: صالون نسائي بفان يمكيجك ويوصلك للعرس اللي تبين، كل ما عليج هو احضار فستان الفرح تلبسينه وتنزلين على سنقة عشرة، للفرح بلا تعب ودور بالصالون! استحلفكم بالله هذي تنبله او لا”؟
الشاب:” الظاهر الحجي، وأهل الديوانية، ماعندهم خبر بالخدمات التنبلية الكثيرة المقدمة”؟
الرجل:” منكم نستفيد يابو الشباب”.
الشاب:” فيه بعد خياط بمكاينة يوصل لحد الباب تفصيل تقصير تطويل! وفيه حلاق، ومصلح تيلفونات، وطبيب أسنان على رنة تيلفون يجيك بشنطة العدة يركب ويحشي ويشلع! هذا غير سيارة ألعاب تسلية، ان ضاق خلقك فيها من ألعاب البلايستيشن الشي الكثير! وان تعاجزت تروح للمصور يجيك لحد باب بيتك يجرخك صور اربعه بستة”.
الخبير:” اللي قالوه ابو الشباب ياحج هي ام التنبله! وألف…الف مبروك عليك الكم تنبل اللي انت مربيهم عندك بالبيت ويارب يتربوا بعزك”.
الشايب:” ما أقول الا كما قال الشاعر عليه العوض منه العوض، مقبلش من غيرة العوض، يارب راضي بقسمتي ونزل الستارة يامتمولس”.
المتمولس:” صار عندي تمزق برقبتي على قد ما حاولت ألتفت للجانب المشرق من حياتي! وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر”.

كاتب كويتي