جمعاويات شفافيات

18-10-2018

د. حمود الحطاب

من شعرالامام الشافعي:
إليك إلهَ الخلق أرفعُ رغبتي
وإن كنتُ ياذا المن والجود مجرماً
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلماً
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظماً
وما زلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منة وتكرماً
ولولاك مايقوى بأبليس عابد
وكيف وقد أغوى صفيك آدماً
فان تعف عني تعف عن متمرد
ظلوم غشوم لا يزايل ماثماً
وإن تنتقم مني فلست بآيس
ولو أدخلت نفسي بجرمي جهنما
فجرمي عظيم من قديم وحادث
وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسما
تعاظمنى ذنبي فأقبلتُ خاشعا
ولولا الرضا ما كنتَ يارب منعماً
حوالي فضل الله من كل جانب
ونور من الرحمن يفترش السما
وفي القلب اشراق المحب بوصله
إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى
حوالي ايناس من الله وحده
يطالعني في ظلمة القلب أنجما
أصون ودادي أن يدنسه الهوى
وأحفظ عهد الحب أن يتثلماً
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى
تلاحق خطوي نشوة وترنماً
ومن يعتصم بالله يسلم من الورى
ومن يرجـه هيهات أن يتندماً
إليك اله الخلق أرفع رغبتي
وان كنتُ ياذا المن والجود مجرماً

كاتب كويتي