ماذا يريد هؤلاء؟

17-10-2018

قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي وتفاعل الرأي العام الدولي معها، بما في ذلك رؤساء دول عظمى، رغم أنه مواطن سعودي، يطرح تساؤلاً حول مغزى هذا الاهتمام. ولعل الأهم من ذلك وذاك، وهنا يكمن مربط الفرس، ما تسعى إليه أبواق إعلامية يائسة وبائسة ربط اختفاء خاشقجي بشكلٍ أو بآخر بالصاق تهمة اختفائه بالمملكة العربية السعودية.

وقبل قضية اختفاء خاشقجي سبقتها قضية المواطنة السعودية سمر بدوي التي تعاطت معها الحكومة الكندية بأسلوب يدعو أيضاً للاستغراب والاستهجان معاً، رغم أنها ليست مواطنة كندية، لا سيما وأن ذلك التعاطي وفقاً للأعراف الدولية يُعد تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي لأي دولة وتعدياً صريحاً على سيادتها.

وهذه ليست القضايا السياسية الوحيدة، التي تحاول بعض الدول ووسائل إعلامها المُغرض والخبيث النيل من سمعة المملكة، سواء أكان ذلك على الصعيد السياسي أم حتى على الصعيدين التجاري والاقتصادي، اللذين هما لم يسلما أيضاً من توجيه أصابع الاتهام إلى المملكة في عدة قضايا، من بينها قضايا الإغراق التجاري وارتفاع أسعار النفط العالمية.

هذه المواقف السياسية لبعض الدول ووسائل إعلامها المُغرض تجاه المملكة مثيرة للغرابة والدهشة والذهول كما ويطرح أيضاً تساؤلات عديدة تحمل بين طياتها تساؤلاً مهماً للغاية، وهو لمصلحة من كل هذه المواقف العوجاء تجاه المملكة، وبالذات وأن المملكة ليست عدواً لأحد وخيرها وأياديها البيضاء طالت معظم دول العالم، إذ تُعد المملكة من بين أعلى الدول المانحة على مستوى العالم، وليس ذلك فحسب، بل أنها تُعد أيضاً من بين الدول السباقة لمساعدة دول العالم وشعوبها المتضررة من الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية. كما أن المملكة وصفت بحمامة السلام لمحاولاتها المستمرة للإصلاح ما بين دول العالم المتخالفة والمتنازعة، والتي كان آخرها ما قامت به من جهود انتهت بالمصالحة بين دولتي إثيوبيا وإريتريا وإنهاء خلاف دام بينهما لأكثر من 20 عاماً.

كما أن المملكة هي الدولة الوحيدة المعروف عنها بالتضحية بمصالحها الاقتصادية والمالية للمحافظة على استقرار أسعار النفط العالمية، ولكن رغم ذلك وللأسف الشديد المملكة عادة ما تكون المتهم الأول عندما ترتفع أسعار النفط العالمية.

برأيي أن ما يحدث للمملكة حالياً في قضية الخاشقجي وما حدث لها في الماضي، لا يمكن تفسيره سوى بتفسير واحد فقط لا غير، وهو أن المملكة مستهدفة سياسياً ومالياً واقتصادياً، ولا تَعدو هذه الأحداث كونها محاولات فاشلة لابتزاز المملكة مالياً واقتصادياً في المقام الأول والضغط عليها سياسياً في المقام الثاني لإجبارها على تغيير مواقفها الثابتة والراسخة إزاء قضايا إقليمية ودولية معينة. ولكن رغم ذلك ستبقى المملكة راسخة وثابتة أمام كل هذه التحديات وينطبق عليها المثل القائل "يا جبل ما يهزك ريح".

ولعلي لا أجد ما اختم به مقالي هذا سوى القول "كل ذي نعمة محسود" ودام عزك يا وطن.