ثورة الـ «روبوتات» قادمة

18-10-2018
تريفور موج*

كثر الحديث خلال السنوات الماضية عن الروبوتات، حيث يشير كثيرون إلى اعتبارها تهديداً وليس فائدة بالنسبة للبشرية، وذلك من زاوية واحدة فقط وهي إنها ستستحوذ على الوظائف التي يشغلها البشر، ولكن الحقيقة هي أن الروبوتات تقوم بعمل البشر في بعض القطاعات منذ فترة طويلة، في الوقت الذي تشير فيه التقديرات والتوجهات الحالية في التكنولوجيا إلى أننا سنشهد عصرا جديدا بالكامل من حيث بيئة العمل وهيكليته، فقد تفاجأت من حقيقة أن هنالك العديد من الشركات التي كانت تعتمد على الروبوتات منذ فترة ليست بالقصيرة.
قرأت مؤخراً موضوعاً في إحدى المجلات العلمية، يورد بالتفاصيل أمثلة على هذا التوجه الذي بدأ قبل سنوات، منها شركة Uniqlo اليابانية التي تعمل بمجال صناعة الملابس، والتي كشفت عن أحد مخازنها بمدينة طوكيو، وهو المكان الذي يعمل بالكامل بإشراف الروبوتات وبدون أي تدخل بشري تقريباً، وهو نظام فعال جداً مكن الشركة من الاستغناء عن أكثر من 90% من القوى البشرية التي استعانت بها الشركة في المخزن سابقا، قبل أن يتحول إلى مركز لتطبيق التكنولوجيا والعمل فيه مستمر على مدار الساعة طوال اليوم.
تعمقت أكثر في الموضوع الذي شدني كثيراً، وشاهدت مقطعاً مصوراً للمخزن تعمل فيه أياد آلية ضخمة تحمل الصناديق من مكان لآخر بدون أي تدخل بشري وتقوم بترتيب وفرز المنتجات التي يتم تعريفها بواسطة الملصق الالكتروني، وتجوب السيارات الذكية أرجاء المكان أيضا في حركة تناغمية واضحة بين الأذرع والعربات والسلالم الكهربائية، لقد استمتعت بشدة وأنا أتابع المقطع، وليس ككثير من الناس، فأنا أنظر إلى مسألة التكنولوجيا من زاوية مختلفة تماما.
تقوم تلك الأجهزة بمسح الرموز الموجودة على الصناديق للتعريف بها بغرض الفرز والتعرف إلى المكان المخصص لتخزينها وفقا للبيانات المدخلة إلى تلك الروبوتات، وتتم الاستعانة ببعض الشركات المتخصصة في الأنظمة التقنية للمخازن في تطوير هذه التجربة. هذا التحول الكبير يشير إلى أن المخازن التي تمتلكها جميع الشركات باختلاف منتجاتها ستتحول تدريجيا إلى تبني الأنظمة الذكية، وربما بوتيرة أسرع مما نتخيل.
فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن أكثر من 60 % من الشركات اليابانية بدأت في دراسة تحويل مخازنها إلى أنظمة ذكية تعمل بالروبوتات، نظراً للفائدة الكبيرة، حيث وفرت نحو 70% من الأموال التي كانت تخصصها لرواتب العاملين، فضلا عن أن نسبة الأخطاء تراجعت بنسبة تبلغ أكثر من 69%.

*«بي جي آر»