«مدرسة» والمصباح التعليمي

18-10-2018
نور المحمود

لا تقف عند الخبر، بل اعتبره بوابة تفتحها لتدخل إلى العمق، حيث التفاصيل المهمة التي تأخذك إلى الهدف والتفاعل البناء.
لا تقف عند حدود خبر إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكبر مدرسة إلكترونية عربية «مدرسة» والتي تضم 5 آلاف درس تعليمي مجاني مفصل ومشروح بالفيديو، لجميع المراحل التعليمية ولخمس مواد علمية أساسية. ادخل إلى الصفحة وبادر بتشجيع أبنائك أيها العربي أينما كنت في العالم، ودعهم يتعلمون ويستفيدون ويشاركون في المسابقة التي تمنحهم فرصة الفوز بألف دولار يومياً وعلى مدى ألف يوم.
بعض المبادرات يشعرك بأنك أمام مصباح علاء الدين، ما عليك إلا أن تفرك المصباح ليتحقق لك ما تتمناه. «مدرسة» هي الحلم والمصباح التعليمي، الذي ينير طريق الطلاب والأجيال المقبلة، يحقق لهم الأمنيات ويمنحهم الأمل في التميز والتقدم تعليمياً، كما يبث الأمل في نفوس أهاليهم بوجود من يدعمهم مادياً ويوفر لأبنائهم فرصة تقويتهم في المواد العلمية مجاناً ودون الحاجة إلى الاستعانة بمدرسين ودروس خصوصية.
وككل مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تأتي «مدرسة» لتدعم اللغة العربية بطريقة حديثة ومبتكرة، تضاف إلى كل الوسائل التي سبق استخدامها وتسخيرها في سبيل النهوض بلغتنا الأم ومساعدة أبنائها على التمسك بها واستخدامها ونشرها.
الأسئلة ليست تعجيزية، بل مرفقة بفيديو يشرح معلومة علمية، وما على الطالب سوى المشاهدة، الاستفادة، ثم الإجابة عن السؤال والاحتمالات المرفقة. نوع من التسلية وحث الطلاب على إعمال العقل وترغيبهم في البحث والتثقيف وزيادة المعلومات.
المدرسة الإلكترونية العربية، مبادرة لا يستفيد منها 50 مليون طالب عربي حول العالم فقط، بل من خلالهم ملايين العائلات العربية، وأجيال من الأبناء الذين سيصبحون معلّمي المستقبل، وأولياء أمور لأجيال قادمة، ومتحدثين باسم اللغة العربية في المحافل وبين دول العالم، وممثلين لعالمنا الذي نحارب من أجل تحسين التعليم فيه، وتطوير الأساليب وتنمية العلم والعلوم في مدارسه ومؤسساته التعليمية.
«مدرسة» متاحة للجميع، فلمَ لا يكون لكل طفل مقعد فيها، خصوصاً أن في كل بيت طالباً يحب قضاء الوقت على جهازه الإلكتروني بعد الانتهاء من واجباته المدرسية، والتجوّل بين المواقع والصفحات، والخروج من الروتين اليومي؟!
إنها مدرسة افتراضية ذات تأثير مباشر في الواقع، نتمنى أن تساهم في تطوير أدواتنا التعليمية في العالم العربي.

noorlmahmoud17@gmail.com