مغردون خارج السرب جرة قلم

17-10-2018

سعود عبد العزيز العطار

هناك الكثير من تجدهم، للأسف، يغردون خارج السرب ويتلونون حسب مصالحهم الشخصية وأهوائهم وميولهم وحساباتهم، فيمارسون التطبيل والتأجيج والتحريض وبث السموم بما تحمله من أفكار مشوشة ومغالطات مخالفة للواقع لا تنطلي على عاقل، وأحيانا التلميع الغبي المفضوح، وهكذا هي أحوالهم لأنهم متقلبون غير ثابتين على مواقفهم، ومثل هؤلاء يجب تعريتهم أمام الملأ ومحاسبتهم،خصوصا مع تزايد حدة التوترات الإقليمية وتغيير واقع المشهد السياسي في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب منا جميعا اليقظة والفطنة والمزيد من التوعية وتضافر الجهود على كل الأصعدة والمستويات.
الكويت ملاذنا ومستقرنا الأول والأخير، وعندها تتوقف كل الأحزاب والتيارات والانتماءات وجميع أطياف المجتمع،لأنها هي الانتماء والولاء والمواطنة، ومعها كل السمع والطاعة لوالدنا وقائد مسيرتنا سمو أميرنا المفدى حفظه الله ورعاه، فحب الوطن لا يحتاج للتخوين والتجريم والتكفير والتشكيك في وطنية الآخرين والاصطياد في الماء العكر، لأنه نابع في قلوب كل الكويتيين على اختلاف مشاربهم وتباين اتجاهاتهم وجذورهم ومذاهبهم، والأمثلة كثيرة على ذلك.
المطلوب الآن تقوية وتحصين الجبهة الداخلية بشكل جذري لا شكلي، وذلك من أجل ترسيخ وتعميق الانتماء والتماسك والمحافظة على هذا الوطن من خلال الإحساس بتحمل المسؤولية الوطنية من رص الصفوف وتكاتف الجهود ونبذ الخلافات والصراعات وتقريب وجهات النظر، وعدم الالتفات إلى الدعايات المغرضة والأخبار المضللة من توافه الأمور. ولنتذكر قول المولى عز وجل ” وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ” صدق الله العظيم، وقول الشاعر مصطفى صادق الرافعي:
وَمَا يَرْفَعُ الأَوْطَانَ إِلاَّ رِجَالُها
وَهَلْ يَتَرَقَّى النَّاسُ إلاَّ بسُلَّمِ
وَمَنْ يَتَقَلَّبْ في النَّعِيمِ شَقِيَ بِهِ
إِذَا كَانَ مَنْ آخَاهُ غَيْرَ مُنَعَّمِ
آخر كلام:
جملة لا تقدر بثمن قالها والد الجميع سمو أميرنا المفدى حفظه الله ورعاه قبل أيام مهنئا تشكيل مجلس إدارة لحقوق الإنسان: لا نريدكم في مخباتنا بل كونوا أحرارا. نعم هذا هو نهج حكامنا، ومن حقنا أن نعتز ونفخر بسمو أميرنا المفدى حفظه الله ورعاه، وكيف لا وهو صاحب القلب المفعم بالحب والعطف والحنان، وهو من يحمل الكثير من الأوسمة والألقاب،منها قائد الإنسانية وأمير الديبلوماسية وأمير الحنكة والحكمة، وصمام الأمان وصاحب الرؤية الثاقبة، ولابد أن نشكر ونحمد الله عز وجل على ما أنعم علينا من هذا التوافق والمواءمة والعلاقة المتجذرة القائمة على الصدق والثقة وأواصر الحب ووشائج المودة المتبادلة مع حكامنا من آل الصباح الكرام.
والله خير الحافظين.

كاتب كويتي