دُبَّةِ الكفايات شيطلعها من البير؟ شفافيات

17-10-2018

د. حمود الحطاب

استمعت واستمتعت وشاهدت فيديوهات عدة في مجال منهج الكفايات الذي ارتأته وزارة التربية كبديل عن منهج الوحدات الدراسية المنفصلة الذي انتقدناه لأكثر من خمس وعشرين سنة،أو كبديل للمنهج السابق الذي هو منهج الأهداف الدراسية.ويمكن القول إنه البديل من منهج المجال الدراسي والمفاهيم والحقائق الذي بدأت به الوزارة قبيل الغزو العراقي في وسط ونهاية الثمانينات من القرن الماضي. ومن بين الاساتذة الزملاء الذين شاهدت محاضراتهم وكلماتهم وايضاحهم لمنهج الكفايات الزميل صلاح دبشة،الموجه العام للغة العربية بوزارة التربية،والزميل وليد الكندري، وأظنه مدرسا في التعليم التطبيقي، وقرأت نقدا علميا للزميل أحمد المليفي وزير التربية الأسبق، واطلعت على مقالات كتبها باحثون تربويون ينتقدون فيها قصور منهج الكفايات عن تحقيق غاياته. كما تابعت تحرك وزير التربية في متابعة مشكلات هذا المنهج الذي القى بالعبء على التواجيه الفنية،هذا المنهج الكفاياتي الذي لقي مواجهات واعتراضات حتى من قبل أولياء أمور المتعلمين وكذلك المعلمين أنفسهم. ولقد انصب النقد على منهج الكفايات على مسائل، منها عدم كفاية تدريب المدرسين على هذا المنهج الذي زعم الجميع أنه يركز على المهارات والأنشطة التعليمية للمتعلم من خلال عملية التعلم، وركزوا في ايجابياته على أنه يدمج بين المعرفة والوجدان والمهارات “النفس حركية” بخلاف مازعموا بأن منهج الاهداف يقوم بتجزيء عملية التعلم الى معرفة ووجدان ومهارات.
وقد رأيت وبوضوح أنه لافرق بين منهج الكفايات ومنهج الأهداف في الكثير من المسائل،حتى من خلال خلاصة كلام بعض هؤلاء المحاضرين، فمنهج الاهداف حقيقة لا يجزئ العملية الى ثلاثة أجزاء كما اتهموه تعسفا، بل يسهل عملية الدمج بينها، حيث تصب المعرفة والوجدان في المهارات،ووين خشمك يا جحا أو وين أُذنك يا جحا، والنتيجة في الوصول للخشم والاذن واحدة. وحتى لا أطيل في بعض ما أريد توضيحه وهو السؤال الذي أوجهه لوزارة التربية وهو: كيف تبنون مناهج،ايا كانت تسميتها وأيا ماكانت طريقتها ومصدرها وطريقة اختيارها، من دون أن يكون لديكم دراسات كويتية مقننة عن العناصر التي تعتمد عليها المناهج كليا في بنائها وهي: هل يوجد عندكم دراسات كويتية مقننة عن مطالب نمو المتعلمين في المراحل التعليمية الثلاث؟ وهل يوجد عندكم دراسات كويتية مقننة عن طبيعة المجتمع الكويتي المعاصر؟ وهل عندكم دراسات عن طبيعة العصر الذي يعيش فيه المتعلم الآن؟ اذا لم يكن عندكم دراسات كويتية حديثة ومقننة في هذه الموضوعات الثلاث، ناهيك بدراسات تخص كل وحدة دراسية او كل كفايات دراسية لتخصص دراسي مدرسي منهجي فكيف تبنون مناهجكم؟ بالله عليكم هل يمكن بناء مناهج تعليم ايا كانت صفتها من غير هذه الدراسات؟ هذه قواعد بناء المناهج في كل أنحاء العالم فماذا أنتم تفعلون ؟ للحديث بقية إن شاء الله.

كاتب كويتي