إن كنت لا تدري فتلك مصيبة! قراءة بين السطور

17-10-2018

سعود السمكة

من يحترم القانون، ومن يطبق الأحكام، ومن ينحاز لاحالة أي قضية فيها شبهة للمحكمة الدستورية.
من يصوت على اسقاط أعضاء ارتكبوا جناية وأدانها القضاء في حكم تمييز نهائي وبات، هو شريف رغما عن أنفك أيها الساقط، ولعلك تعرف من هو الساقط، هو ذاك الذي يقف ضد كل القضايا التي ذكرناها ليس هذا فقط، فأنت ساقط بامتياز مع مرتبة العار، كونك حنثت بقسمك، وانحرفت عن شرع الله الذي تزايد على بقية خلق الله فيه، فالله يحب الحق لانه من صفاته تعالى، والله يحب الامين لانها صفة نبيه( صلى الله عليه وسلم)، ويحب العدل لأنها من صفاته تعالى.
فالذي يحترم القانون، وينحاز للعدل ويطبق الاحكام، ويتمسك بأمانته مع القسم العظيم، فهو الذي يطبق الشرع ويحبه الله، وبالتالي هو من الشرفاء.
أما من يحرض على عصيان القانون، ويتمرد على أحكام القضاء، وينحاز للفوضى، ويمتنع عن التصويت على اسقاط العضوية من أعضاء مجرمين ارتكبوا جريمة وطبق عليهم القانون، فإن هذا بلا شك ساقط بامتياز مع مرتبة العار، وهذا ما يتوفر فيك أيها الساقط.
الامر الثاني: لماذا هذا التصعيد الفجائي الذي تمارسه اليوم، والذي لا يمكن أن يكون لمصلحة المجرمين الذين تريد لهم العفو، أليس هذا، اقصد التصعيد الفجائي ،ناتجاً عن تعليمات وصلت لك للتو لرفع سخونة الأجواء السياسية، وخلط الأوراق للوصول الى عدم التعاون، وبالتالي يتحقق هدف ومنال الراعي الذي يدفع بك، أيها الساقط، ومعك كم واحد من زملائك الساطقين الذين هم على شاكلتك؟
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة، وان كنت تدري فالمصبية أعظم، والارجح أنك لا تدري أيها الساقط، لكن نحن ندري ونعرف تفاصيل المشروع، وهو مشروع انقلابي تدميري على الكويت وأهلها ونظامها الدستوري.
لكن أبشرك أيها الساقط، أنت ومن وراءك، أقصد الراعي، بأن الكويت لها “حوبة” والحكم في الكويت له “حوبة”، وأهل الكويت لهم “حوبة”، وبالتالي فلن تحصدوا أنتم وراعيكم الا الخيبة، ناهيك بأن البلد، بفضل من الله يرأسها حاكم قد شهد له العالم أجمع بحنكته وحكمته وقدرته على ادارة الازمات وافشالها بضربات استباقيه سليمة، وما يملكه من بلاغة صبر سوف يجنب بها البلاد ويبعدها عن كل شر ومكروه بإذن الله.
أحد المحكومين الذي يعتبر نفسه من الصقور من يصف من يصوت ضدهم من النواب بأنه ساقط، أيها الساقط، مع مرتبة العار قد غرد بالآتي” صاحب السمو الشيخ صباح، حفظه الله ورعاه، ربان السفينة، والاجواء الاقليمية تتطلب منا الوقوف خلف سموه والتصعيد السياسي في ظل تلك الاجواء قد يستخدم ضد الكويت وربما لا يخدم قضيتنا العادلة، (يقصد الجريمة التي ارتكبوها) ومطالبنا المستحقة فنحن نقول: أحوج ما نكون الى التهدئة السياسة اليوم”.
يا الله على العقل والحكمة، هذه التغريدة من واحد كان اكثر الرافضين لدعوة صاحب السمو لهم بالتهدئة لغاية ما يغادر الضيوف العام 2011، وهو من وصف علم الكويت بـ”الخرجة”، وحين هرب الى تركيا وضع علمها على رأسه، والان يحاول مغازلة الحكومة ويستعطفها حتى توافق على العفو، ونحن نقول: هذه مسألة ليست بيد الحكومة، فالحكومة واحدة من سلطات الحكم تمارس مهماتها وفق صلاحياتها التي منحها لها الدستور، تماما كما تفعل السلطة التشريعية، والسلطة القضائية، اما مسألة العفو فهي بيد رئيس هذه السلطات، وهو صاحب السمو حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو رغم انه ابو السلطات جميعا الا أنه أكثر حرصا واحتراما لاحكام القضاء ليس في هذه القضية فقط، بل في جميع القضايا.
ثم أنت يا هذا حتى لو افترضنا جدلا أنك حصلت على العفو في هذه القضية، وهو أمر شبه مستحيل، فان وراءك قضية حكمت فيها محكمة أول درجة، حكما أشد وأغلظ من حكم محكمة التمييز المعلق في رقبتك اليوم، وهو الان في دوائر الاستئناف.