لماذا تخيفهم كلمة «العظمى»؟

17-10-2018

أعترف بأن خلفيتي السياسية سطحية، لكنني أدعي أنني أجيد التحليل وقراءة المعطيات والحقائق، لذا دعونا نقرأ سويا وبهدوء بعض تلك الحقائق، ونحيد قضية جمال خاشقجي بعيدا لتتضح الصورة أكثر. لقد أخافت كلمة «العظمى» كيانات عالمية سواء كانت دولا أو لوبيات، خاصة عندما رأوها حقيقة ملموسة، سواء على شكل أرقام أو نهج جديد أو من خلال ردود أفعال. الدول العظمى في العالم عددها أقل من أصابع اليد الواحدة، قراراتها الاقتصادية والسياسية لها تأثير إيجابي أو سلبي واضح ومباشر على الدولة أو الدول التي تتعلق بها تلك القرارات.

منذ عدة سنوات ومن خلال الجلسات الحوارية التي جالت كل مدن المملكة، وأخيرا ورش العمل الكثيرة التي كانت رؤية المملكة 2030 إحدى نتائجها، اتفق الجميع على أن التحرك إلى الأمام لا بد أن يكون عن طريق «قفزات» وليس مشيا أو حتى ركضا، إيمانا بأن الفارق بيننا وبين العالم كبير، وأنه لا يمكننا اللحاق بالركب بالطرق التقليدية، بل لا بد لنا من ربط الليل بالنهار، وأن تتكاتف الجهود وتتضاعف، فحصلت تلك القفزات بفضل الله ثم بفضل قيادة حازمة وشعب قوي. قفزات من سرعتها فاجأت المراقب السياسي فضلا عن الشخصيات الرسمية في العالم.

المملكة العربية السعودية من وجهة نظر «المراقبين الدوليين» هي دولة «مؤهلة وتملك مقومات وإمكانات الدول العظمى، دولة تحتضن قبلة المسلمين، وقبر ومسجد رسول الله، وموقعا استراتيجيا مهما اقتصاديا ومؤثرا (اسألوا قطر عن ذلك)، وأكبر مصدر للبترول في العالم، وتملك صندوقا سياديا ضخما»، إضافة إلى القفزات الأخيرة «صناعات عسكرية، مشروعات ضخمة سوف تغير خارطة العالم، مشتريات عالية القيمة (أنطقت لسان ترمب)، تحالفات قوية ومتينة مع دول شقيقة ومنظمات عالمية»، أما عن ردود الأفعال فهي الأخرى كانت مفاجئة للمراقبين، فكيف استطاعت المملكة أن تقطع العلاقات مع ألمانيا وكندا، لتعود ألمانيا بالاعتذار وتتأثر كندا في قطاعات عدة. هذه بحق علامات على دولة عظمى اسمها السعودية.

وإجابة عن سؤال المقال يمكننا تشبيه نفوذ وسيطرة الدول العظمى - حسب وجهة نظر لوبياتها - بـ «كيكة» لها حجم ووزن معروفان ومحدودان، ودخول دولة في قائمة الدول العظمى معناه أن هذه الدولة ستشارك في الكيكة والحصص، وهذا ما تخشاه تلك الدول وتظل تقاومه وإن كان ذلك بطرق غير شرعية.

نحن في السعودية العظمى ليس لدينا أجندة خفية ولا نوايا في السيطرة على دول أو ما شابه ذلك، نحن نريد أن نكون في مكاننا وموقعنا الذي أنعم الله علينا به جغرافيا واقتصاديا وسياسيا، وكوننا دولة عظمى فهذا أمر طبيعي أنتجته كل تلك المقدرات التي نتمتع بها والمجهودات الكبيرة التي بذلناها ونبذلها على الدوام.

لأنها:

  • تملك مقومات وإمكانات الدول العظمى
  • قبلة نحو ملياري مسلم
  • موقع استراتيجي ومؤثر اقتصاديا
  • أكبر مصدر للبترول
  • في العالم، وتملك صندوقا سياديا ضخما
  • مشروعات ضخمة سوف تغير خارطة العالم
  • تحالفات عالمية وإقليمية قوية ومتينة


@ALSHAHRANI_1400